استقبلت جمعية حقوق الانسان بالمدينةالمنورة أمس أول قضية عقب افتتاح مكتبها والقضية تقدم بها عشرة اشخاص يمثلون 15 ألف نسمة بمحافظة مهد الذهب ضد منجم الذهب وتلوث البيئة الناتج عن أعمال التعدين بالعناصر الثقيلة مما تسبب في انتشار الامراض المستعصية وحالات الربو التي تجاوزت الاحصائيات بمستشفى المهد العام 800 حلة تراجع المستشفى خلال الشهر الواحد. حياة مهددة بالخطر “المدينة” رافقت المواطنين اثناء تقديم شكواهم للجمعية والتي بدورها تفهمت لما يعانونه من هذه السموم التي أضحت تؤرق حياتهم اليومية فيما طالبت المواطنين بمراجعتهم السبت المقبل مصطحبين جميع المستندات والإثباتات لما تضمنته الشكوى. المواطن رجاء خليف المطيري أحد العشرة المشاركين في الشكوى قال: اننا تقدمنا بشكوى رسمية ضد منجم المهد ومعاناتنا مع الشركة القائمة بأعمال التنقيب بمنجم مهد الذهب قديمة وقد طرقنا كثيرا من أبواب الدوائر الحكومية لان حياتنا وابنائنا بالمحافظة مهددة بالخطر بسبب السموم الناتجه من المنجم والتي نستنشقها يوميا منذ الصباح الباكر حتى خلودنا للنوم مشيرا إلى أن الأمراض انتشرت بين ابناء المحافظة ببسبب هذه السموم مثل السرطان والربو والصداع المزمن والتشنجات وهناك عدة جهات قامت مشكورة باجراء دراسات أثبتت تلوث التربة المحيطة بالمنجم بالعناصر الثقيلة نتيجة استخدام الشركة الطريقة البدائية في التخلص منها وهي عمل مردم تجاوز ارتفاعه المترين من الناحية الغربية من المحافظة وعندما تشهد المحافظة لعاصفة رملية فانها تنقل هذه السموم للمواطنين التي تبعد منازلهم عن المنجم بحوالى 500 متر فقط. وأضاف المطيري بانه عبر “المدينة” نناشد المسئولين بانقاذ حيتنا وحياة ابنائنا من مادة السيانيد السامة والسموم الاخرى التي يزفها لنا المنجم يوميا . الوباء الصامت ! وحصلت " المدينة " على تفاصيل الدراسة التي أعدها الدكتور عبدالله الفراج من كلية علوم الأغذية والزراعة بجامعة الملك سعود قال فيها:” وباء صامت يخرج من بين ركام الذهب يرتبط بعمليات التعدين تلوث التربة بالعناصر الثقيلة” موضحا أنه دُرِسَ في هذا البحث تأثير متغيرين مستقلين هما: البعد عن المنجم ، وعمق جمع العينة، على متغير تابع (غير مستقل) وهو اختلاف تركيز العناصر الثقيلة في التربة من موقع لآخر، وما بين الطبقة السطحية وتحت السطحية. بينما المتغير الثابت هو إتجاه الريح والتربة غير منقولة؛ لذا جُمِعَ 12 عينة تربة من ستة مواقع ابتدأت بمحاذاة مرادم منجم مهد الذهب وحتى نهاية المنطقة المأهولة بالسكان من مدينة مهد الذهب، وعلى عمقين (0-5 و 15-20سم). نُخِلَت التربة ثم طُحِنَت (75 ميكرون)، وهضمت باستخدام الميكرويف كما لدى (EBA 3051)، وقُدِرَ تركيز العناصر الثقيلة في راشح مستخلص الهضم بواسطة جهاز الامتصاص الذري (AA). وقد أظهرت نتائج البحث تلوث كبير لتربة مهد الذهب بالعناصر الثقيلة، حيث زاد متوسط تركيز الزنك (398 مجم كجم-1) مقارنة بالمتوسط العالمي (50 مجم كجم-1) ثماني مرات تقريباً، وزاد الرصاص تسع مرات، والنحاس خمس مرات، بينما كان الكادميوم في مهد الذهب 28 ضعفاً مقارنة بالمتوسط العالمي. وباعتماد مقياس مدى الوفرة (EF) لقياس مدى التلوث، كانت جميع العينات ولجميع المواقع ملوثة بعنصر أو أكثر. وازداد تركيز العناصر بالقرب من مرادم المنجم، فبلغ متوسط تركيز الرصاص للموقع الأول (225 مجم كجم-1) عشرين ضعفاً لتركيزه في الموقع الأبعد (11 مجم كجم-1)، وكذلك كان الزنك في الموقع الأول خمسة أضعاف، والنحاس والكادميوم الضعفين أو أكثر مقارنة بالموقع الأخير،. كما زاد متوسط تركيز العناصر في الطبقة السطحية عن تحت السطحية بمقدار الضعف أو أكثر. لذا ظهر تأثير المتغير المستقبل (البعد عن المنجم) و (عمق جمع العينة) على المتغير التابع (تركيز العناصر الثقيلة)، حيث كانت العلاقة عكسية بانه قد تجاوز تركيز العناصر الثقيلة في مهد الذهب الحدود العالمية لها.وتعتبر تربة مهد الذهب ملوثة بالعناصر الثقيلة. وعند تطبيق معامل الوفرة، وجدت تربة مهد الذهب ملوثة بعنصر أو أكثر في جميع مواقع الدراسة. مدافن المنجم هي السبب وأضاف :عند المقارنة بالمقياس الهولندي وجدت جميع مواقع الدراسة ملوثة بعنصر أو أكثر ، واتضح عن طريق التجربة أنه كلما اقتربنا من المنجم أو كانت العينة سطحية زاد تلوث التربة بالعناصر الثقيلة، مما اثبت أن التلوث بسبب وجود مدافن منجم مهد الذهب المكشوفة. العوفي: نبحث الشكوى من جانبه قال المشرف على جمعية حقوق الانسان بالمدينةالمنورة الدكتور محمد بن سالم العوفي ان الجمعية استقبلت الشكوى ويجري النظر فيها وسيتم الاستعانة باصحاب الاختصاص لمعرفة مدى صحة ماذكره المشتكون لاتخاذ الاجراءت المناسبة حيالها.