منذ زمن طويل ونحن نمني النفس بالعودة إلى عرش القارة الآسيوية عبر البطولة القارية وكنا قاب قوسين أو أدنى من ذلك بعد أن دمرنا الكمبيوتر الياباني بفيروس شبيه الريح الذي يبدو أنه ارتد على صاحبه بمضادات عجيبة ولولا تأثرنا الأخير أمام أسود الرافدين الذين نالوا البطولة عن جدارة واستحقاق لكنا أسياد القارة ولكننا لا نريد أن نقلب في صفحات الماضي كثيراً ويجيب أن نفكر جدياً في رحلة العودة. نتائج القرعة الآسيوية جاءت إيجابية لصالح منتخبنا الوطني والمنطق الفني يؤكد بأن اليابان ستتأهل أولاً والسعودية ثانياً لكن حسابات كرة القدم ومنطقها المجنون يفرض علينا احترام كافة المنتخبات وتقديرها فالمنتخب الأردني والسوري يعدان من المنتخبات المتطورة التي خطط خطوات جيدة في الفترة الأخيرة ولكي نكون صريحين مع أنفسنا لابد أن نتجاوز بالتفكير مرحلة الدور الأول لأننا نبحث عن زعامة قارة والزعامة تتطلب الكثير والكثير. لست من المعجبين بالمدرب البرتغالي بوسيرو ولست من مؤيدي طريقته الفنية ولكنني أؤمن تماماً بأن أي مدرب يجب أن يمنح الفرصة الكاملة قبل الحكم عليه لذلك سأقف مع بوسيرو في كل قراراته وسأترك له أمر اختيار اللاعبين دون تدخلات إعلامية ضوضائية رغم أن هناك لاعبين نتمنى وجودهم في المنتخب كالجيزاوي من الأهلي وعباس والسهلاوي من النصر والفريدي والشلهوب من الهلال ولن أتحدث عن اختيار القائد الاتحادي محمد نور من عدمه لأن نور نجم لابد أن يتواجد في خارطة أي منتخب فالقضية منتهية قبل أن تبدأ ويكفي أنك تضمه قائداً يملك الروح العالية والأهم من ذلك أن كرة القدم تعشقه قبل أن يعشقها. بصراحة لا أؤيد تلك المعسكرات الطويلة التي يقيمها المنتخب السعودي قبل البطولة بفترات طويلة وأرى أن تقام عدة معسكرات قصيرة تتخللها مباريات ودية قوية على غرار اللقاء الودي الذي سيجمعنا مع الماتادور الإسباني وهذا اللقاء يجيب أن يخرج عن طابع الودية لأنه فرصة ذهبية من أجل الاحتكاك بأعرق المنتخبات العالمية والفوز عليه سيعني الكثير. أخيراً اسمحوا لي أن أتقدم بأحر التعازي إلى أستاذنا ومعلمنا الشيخ عبد المقصود خوجة في وفاة ابنه إباء رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. [email protected]