تفتح المهرجانات السياحة التي تقام في مختلف مدن المملكة المجال للفتيات والنساء السعوديات صاحبات المهن الحرفية المختلفة المجال لترويج ما يتمتعن به من امكانات فنية وصناعات حرفية تقليدية يدوية تستهوي الكثير من زوار المعارض المتخصصة التي تنظم وتقام في الاجازات والمواسم والعطلات الدراسية. وتعمل تلك المهرجان بحسب ما تقول المشاركات: إن تلك الفعاليات تفتح لنا ابواب رزق وتروج لمنتجاتنا التي تعلمناها من خلال الخبرة والوراثة والتدريب في الدورات التي التحقنا بها لطرد شبح البطالة والحصول على عائد مادي يعيننا على مواجهة الحياة والمساهمة في مصاريف الاسرة. وتتنوع الحرف التي تقدم من خلال تلك الفعاليات المصاحبة للمعارض ما بين تراثية وتقليدية يدوية، والتي عرفت بها مختلف مناطق المملكة ، حيث يعملن على إعدادها وتحضيرها في الأجنحة التي تم تخصيصها لهن داخل أروقة المعرض. ونظرا لاهمية المعارض الكبيرة من الناحية الترويجية للسياحة في المملكة كونه يعرض صناعات حرفية تقليدية تمثل قيمة مضافة الى الاقتصاد الوطني وتسهم في دعم الاسر المنتجة لهذه الحرف التقت “المدينة” ببعض المشاركات في احد المهرجانات السياحية التي اقيمت مؤخرا. وتقول أم تركي (50 عاما) وهي تحبك عددا من السعف المأخوذ من شجرة يطلق عليها شجرة “الدوم“ الموجودة في منطقة جازان:" إنها تمتهن صناعة سفر الطعام، والحافظات الشعبية القديمة التقليدية من خوص شجرة الدوم منذ ما يقارب ال 20 عاما، "مشيرة إلى أن العمل في المهن التقليدية يسهم في تحسين وضع شريحة كبيرة من النساء السعوديات، ويفتح لهن آفاقاً تجارية عديدة ، ويساعدهن على المشاركة في كثير من الفعاليات والمهرجانات المتنوعة التي تقام طيلة أيام السنة في المملكة. وتواصل أم تركي حديثها قائلة:" أعمل أيضا على تدريب بناتي على اجادة عدد من الحرف اليدوية التقليدية، وأجد منهن حماسا للعمل في مجالات حرفية متنوعة"، مؤكدة في الوقت ذاته على أهمية المحافظة على التراث والأرث الذي تركه الأجداد من الإندثار عبر إحيائه والتمسك به وتدريب الأجيال المقبلة على مثل هذه الحرف. وتضيف: المرأة السعودية اليوم لاتختلف عن المرأة السعودية بالامس من حيث القوة والاخلاص في العمل والاعتماد على النفس. وتقول : اتمنى ان ارى كثيرا من النساء وهن يعملن في مثل هذه المهن التي تزيد من الدخل وتجعلهن اكثر اعتمادا على انفسهن . وعن امنيتها حيال الصناعات الحرفية عامة والنسائية، تقول ام تركي: اتمنى ان تقوم الجهات الرسمية بتقديم الدعم والمساندة والحماية لهذه الصناعات التي تمثل لنا ارثا وطنيا يتوجب المحافظة عليه وتطويره من خلال اقامة مراكز التدريب النسوية التي تشتمل على اقسام للصناعات الحرفية في جميع انحاء المملكة حتى يكون المجال متاحا اكثر للراغبات الالتحاق بهذه المراكز. من جانبها اشارت ندى العيدان إحدى الحرفيات من منطقة القصيم إلى أن الجناح المخصص لمنطقة القصيم يتم فيه عرض عدد من الصناعات الحرفية التقليدية الخاصة بمنطقة القصيم كالثياب الرجالية وأطقم السفرة، ومجموعة من الدروع التذكارية التي يتم تصنيعها محليا عبر عدد من الحرفيات السعوديات النشيطات والمهتمات في موضوع الحرف، كما يتم عرض الأكلات الشعبية التي عرفت فيها المنطقة كالكليجا والتمر السكري، ومجموعة من التعليقات الخاصة بالنساء التي تم تصنيعها خصيصا لهن من قبل سعوديات كبيرات في السن. وعن انطباعها عن المعرض تقول ندى العيدان : اقامة تلك المعارض على هامش الفعاليات امر جيد من حيث التنظيم والاهم اتاحته الفرصة للنساء السعوديات من مختلف مناطق المملكة خصوصا تلك التي تشتهر بالصناعات الحرفية كمنطقة جازان والاحساء والقصيم من الالتقاء والتعارف وعرض منتجاتهن في اروقة المعرض ليشاهدها الجمهور من مختلف شرائح المجتمع ومن المقيمين الذين يمثلون مختلف دول العالم حيث يتعرفون من خلال المعروضات على منتجاتنا المتنوعة من الصناعات الحرفية التي تمثل ارثا حضاريا عظيما مما يجعلهم ينقلون ما رأوه الى بلدانهم وشعوبهم .