لم يشفع العقد الموقع مع الشركة الجديدة بقيمة 68 مليون ريال في وضع حد لأزمة النظافة في اكثر من 70 حيا شمال محافظة الطائف، بل على العكس من ذلك تفاقمت الأزمة منذ تسلم الشركة مهامها مطلع شهر ربيع الآخر المنصرم وبشكل لم يسبق له مثيل وهو ما دفع العديد من المواطنين الى وصفها ب “الأزمة الأعنف” شمال الطائف منذ ظهور مشكلة سوء النظافة بالمحافظة قبل سنتين. هذا الوضع دفع الشركة الجديدة المشغلة لمشروع النظافة الى الاستعانة المبكرة بشركات ومؤسسات لدعم المعدات العاملة، وهو ما أكده مدير المشروع المهندس عبدالله عبدالغني والذي أرجع السبب في فتح المجال لشركات أخرى لدعم شركته في العمل الى مشكلة فترة الإحلال، حيث قال في تصريح ل (المدينة) ان ماتعانيه الشركة الآن من تراكم النفايات يعود الى تراكمات الأزمة من الشركة القديمة التي سلمت العمل. واضاف ان هناك مشكلة امام العمالة الجديدة في تحديد المواقع وكان من المفترض ان تعمل الشركة القديمة خلال فترة الإحلال على تسليم الشركة الجديدة المواقع. وعن الاستعانة بمعدات إضافية لحل الأزمة الحالية أكد ان الشركة دعمت العمل بإضافة عشرة ضواغط جديدة لتلافي الأزمة الحالية. من جهتة اكد مصدر في أمانة الطائف ان الإحلال فترة يتم فيها تبادل البيانات والمواقع بين الشركات المعنية بالنظافة حيث تتسلمها الشركة الجديدة من الشركة التي سحب منها المشروع، وهو أمر ملزم لها ومضمن في العقود المبرمة مع أي شركة يتم التعاقد معها، وهذا الوضع يدعم مطالبة المجلس البلدي الذي أوصى قبل زهاء العام على لسان رئيسه الدكتور هشام الزير بضرورة إعادة النظر في ترسية عقود التشغيل والصيانة، مطالبا باختيار الأكفأ وليس الأقل عطاء. إلا ان وضع النظافة حاليا يشير إلى تجاهل الأمانة لمقترحات ومرئيات المجلس البلدي، كما ان الشركة التي أخفقت قبل انطلاق موسم الصيف وطلبت الدعم الخارجي متعللة بفترة الإحلال وسلبيات الشركة القديمة قد لا تمكنها إمكانياتها البشرية والمادية من ضبط الوضع في الأشهر المقبلة. يذكر ان الوضع البيئي في أحياء شمال الطائف على طريق يمتد بمسافة 130 كم، يزداد سوءًا للأسبوع الرابع على التوالي حيث تتراكم النفايات والحيوانات النافقة دون أي تحرك للتعامل معها ومعالجتها طيلة هذه الفترة من قبل الشركة الجديدة والتي استلمت العمل منذ شهر تقريبا، وهو ما تسبب في انتشار الحشرات والقوارض في العديد من الأحياء، لتزداد مخاوف الأهالي من تفشي الأمراض الوبائية خاصة في ظل وجود أعداد كبيرة من الماشية التي تشتهر بها المحافظة، فضلا عن ان هذا الوضع قد ينعكس سلبا على مشروع إدراج الطائف ضمن المدن الصحية.