يكاد كثير من المسلمين أن ينسوا مأساة مسلمي البوسنة، والمجازر المروّعة والتطهير العرقي الدموي الذي تعرضوا له، في الحرب الأهلية عام 1992، والتي خاضها مسلمو البوسنة، الذين كانوا محاصرين تحت حظر دولي لتسليحهم من الأممالمتحدة، ضد الجيش اليوغسلافي الصربي، الذي يعتبر أكبر رابع جيش في أوروبا. البوسنة عادت للأضواء منذ أسابيع، بمناسبة انعقاد (منتدى سراييفو الاقتصادي 2010) والذي شاركت فيه 590 شخصية سياسية واقتصادية من مختلف أنحاء العالم، واستعرض المؤتمرون خلاله أكثر من 40 مشروعًا في مجال الطاقة، و33 مشروعًا للبنية التحتية. * * * لقد بلغ عدد قتلى مسلمي البوسنة خلال الحرب الأهلية، التي استمرت لثلاثة أعوام (1992 - 1995) 64.341 مدنيًّا وعسكريًّا، وبلغ عدد النازحين من المناطق الصربية، والمهاجرين للخارج مئات الألوف من مجموع سكان البوسنة والهرسك، البالغ حوالى أربعة ملايين ونصف المليون، يشكل المسلمون منهم (43%)، طبقًا لآخر إحصاء رسمي عام 1991. لقد خسر الصرب والكروات الكثير من القتلى، وهاجر منهم الآلاف، لكن خسائر المسلمين الذين كانوا عزلاً مع بداية الحرب كانت الأضخم، كما أن غالبية مهاجريهم لم يستطيعوا حتى اليوم الرجوع لبيوتهم في المناطق الصربية، خوفًا على حياتهم، بينما عاد الصرب والكروات إلى المناطق الإسلامية آمنين. * * * معالي أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي، الذي حضر منتدى سراييفو الاقتصادي، أعلن أن لدى المنظمة برنامجًا لإعادة المهاجرين من البوسنة إلى ديارهم، من خلال إعادة بناء منازلهم، وذلك للحفاظ على التعددية الدينية والعرقية في البلاد، وهو برنامج بالغ الأهمية لأنه يضمّد واحدًا من أخطر جروح الحرب الدامية، التي دمّر الصرب خلالها كامل البنية التحتية الاقتصادية والصناعية للمسلمين.