نشرت صحيفة الغارديان البريطانية يوم الاثنين 12 أبريل الجاري مقالًا تحدثت فيه عن تأثير عمليات الاستيطان التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية على عملية السلام في الشرق الأوسط، وتعرضت الصحيفة لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي ادعى فيها أن هذه الخطط لن تضر بحقوق الفلسطينيين المقيمين في المدينة، وقالت الصحيفة: صعَّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من درجة الخلاف حول خطة الاستيطان اليهودي في القدسالشرقية، قائلًا: إنهم لن يتسببوا بأي ضرر للفلسطينيين المقيمين في المدينة، وقد جاءت هذه التأكيدات في سياق حديثه للكنيست الإسرائيلي، حيث قال نتنياهو: إن بناء البيوت لليهود في المنطقة الشرقية لن يضر الفلسطينيين “بأي طريقة”. وتأتي تعليقات نتنياهو بعد اعتراف السفير الإسرائيلي في واشنطن أن علاقة إسرائيل بالولاياتالمتحدة هي الأسوأ منذ خمسة وثلاثين سنة. وقد صرحت مصادر رسمية أمريكية أنها كانت قد طلبت بإلحاح من إسرائيل إعادة النظر فورًا في الخطة المفاجئة لبناء 1600 منزل في المنطقة المحتلة. بعد أن وُصفت من قبل أحد المعاونين المقربين جدا من باراك أوباما بأنها تحد للولايات المتحدة ويمكِّن أن تقوض جهود السلام في الشرق الأوسط. ومضت الغارديان قائلة: يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مصر على المضي قدمًا في تحقيق الوعود التي قطعها لليهود المتشددين إبان الانتخابات الماضية بتغيير ديموغرافية المدينة المقدسة، وقد دافع نتنياهو خلال استقباله نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة عن تلك الخطة الاستيطانية وقال: أدعو إلى عدم تحميل الموضوع أكثر مما يحتمل وإلى التزام الهدوء. لكنه رفض طلبًا أمريكيًا مباشرًا بإلغاء برنامج الاستيطان، كما كانت مراوغاته. مما أوصل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية إلى درجة كبيرة من التوتر، مما اضطر السفير الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة مايكل أورين للاعتراف بأن العلاقات بين البلدين قد وصلت لمرحلة أزمة تاريخية. وقال أورين: العلاقات الحالية بين إسرائيل والولاياتالمتحدة هي الأكثر سوءًا منذ عام 1975م. إنه أمر سيئ أن تتدهور هذه العلاقات التاريخية إلى هذه الدرجة، ومن المهم أن نعمل جميعًا على تجاوز هذه المرحلة وإزالة الأسباب التي تقف وراء هذا التدهور. وكانت بعض الصحف الإسرائيلية الموالية للحكومة قد اعترفت أن الولاياتالمتحدة تضغط على إسرائيل للتخلي عن مشروع البناء. وقد رفض وزير الخارجية الإسرائيلية التعليق على هذه التسريبات. وتورد الغارديان توجهات الرأي في الصحف الإسرائيلية وتعليقاتها على هذه الأزمة، وتقول: اهتمت الصحف الإسرائيلية بتداعيات هذه الأحداث واختلفت نظرتها بحسب توجه الصحيفة وكُتَّابها، فبعض الكُتَّاب في صحيفة “هارتس” يدعون إلى ضرورة أن تفهم إسرائيل بأنها لن تكون بعيدة عن “نمط العمل الأمريكي الجديد”؛ وعليها بالتالي أن تتكيف معه. فالرئيس أوباما، حسب هؤلاء، قد صمّم خطة خاصة به لمستقبل العالم وأخذ في التحرر من الخطط الاستراتيجية السابقة لأسلافه، التي استمرت لأكثر من ستين سنة. وكان قد أوضح في خطابه الذي ألقاه في القاهرة أواخر يونيو من العام الماضي أنه ينوي أن يغير -بشكل جذري- منظومة العلاقات بين الغرب والعالم الإسلامي. وهو من “المؤمنين” أيضا بأن إقامة دولة فلسطينية في أقرب وقت ممكن هي مسألة استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية. وعلى النسق ذاته تسير صحيفة “معاريف”، التي تورد مقاطع لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أكدت فيها أنّ بلادها تريد من الإسرائيليين مساعدتها في ضمان المصالح الأمريكية في المنطقة العربية - الإسلامية وأنّ عدم مراعاتهم لهذه المصالح يضرّ في المحصّلة بمصالحهم، وقالت كلينتون: إن الولاياتالمتحدة لا تستطيع تحقيق مصالحها في الشرق الأوسط بغير تسوية النزاع الإسرائيلي - العربي، وأن هذه التسوية لم تعد مجرد دور عالمي تلعبه الولاياتالمتحدة بصفتها الدولة العظمى الأولى، بل أصبحت مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية تتطلب ذلك أيضًا؛ فحياة الجنود الأمريكيين في أفغانستان والعراق معلقة بذلك.