خبرٌ قد يعدُّه البعضُ تافهًا، وغيرَ مهمٍ، أشارت إليه بعض صحفنا عن شروع أمانة العاصمة المقدسة في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع إنشاء ملاعب في الأحياء السكنية، بتكلفة مالية تقارب 6 ملايين ريال. وذكر المسؤول أن الأمانة (حريصة على توفير الأماكن الترفيهية المناسبة للشباب؛ لقضاء أوقات فراغهم بشكل مفيد، وبأساليب حضارية منظّمة). هذه الملاعب جزءٌ من المنظومة الترفيهية الجادّة التي تشغل أوقات الشباب، بما ينفع -على الأقل- من الناحية الجسدية، والصحية، فالجسمُ الصحيحُ لا يُبنى إلاَّ عبر رياضة جسدية رشيدة. وفي المقابل، فإن غياب أمثال هذه المرافق يعني انصراف الشباب إلى ما يضر الجسد، وربما العقل، ففي معظم الحالات يلتقي الأصدقاء الشباب في أمسيات تقتل الوقت، بل وتذبحه ذبحًا. أمسيات قلّما تخلو من (شيشة)، و(معسّل)، و(سيجار)، و(دخان). والمعتدل منها يُشغل بالبلوت، والمنحرف منها قد يتجاوزه إلى محرّمات أيسرها الخمر، وأشدها النساء والمخدرات، وهي عسى ألاَّ تكون كثيرة. السؤال: كيف تُنشر هذه الملاعب؟ وكيف تُضمن الاستفادة المثلى منها، كي لا تكون حكرًا على فئة دون أخرى؟ هذه الملاعب كما يقول إخوتنا في اليمن السعيد (تشتي) إدارة، إذ لا يكفي بناء منشأة رياضية حديثة، ثم تُترك لاجتهادات شخصية أو متواضعة! والسؤال الآخر: لماذا لا يتم التعجيل في بناء مرافق مماثلة بحدّها الأدنى! فقط حشيش أخضر، وتخطيط جيد، و(شوية) كراسٍ، ودورات مياه. ومساحة مكشوفة لمصلّى متواضع. المهم الأرض الخالية الواقعة تحت ملك الدولة لا أملاك الغير، الذين أخذوها (منحة) مجانية ضمن ملايين أخرى من الأمتار المربعة. المرافق الرياضية البسيطة تُعدُّ درهم وقاية مقابل قناطير مقنطرة تذهب لمعالجة حالات الانحراف المحتملة من مسكرات، ومخدرات، والتحاق بعصابات الإجرام المنظّم، أو الإرهاب المروّع. صدّقوني يمكن إنقاذ عشرات الألوف من أبنائنا إذا منحناهم فرصًا جديدة مختلفة، وأظهرنا لهم شيئًا من الاهتمام بقضاياهم، والتعاطف مع مشكلاتهم واحتياجاتهم. شكرًا لأمانة العاصمة المقدسة خطوتها الرائعة التي يُرجى أن ترى النور قريبًا؛ لتكون حافزًا لشقيقاتها في الأمانات والبلديات الأخرى. وفي هذا فليتنافس المتنافسون!! [email protected]