عجيبة كرة القدم وغريبة كواليسها ولا شك أنها تسحر كل متابعيها وتخرجهم عن وعيهم حتى يصبحوا كالمجانين والدليل أنني خرجت من لقاء النصر والهلال الثلاثاء الماضي حائراً فلا أعرف من الذي فاز ومن الذي خسر؟ قمة جميلة عادت بنا إلى ذكريات الزمن الجميل ذكريات الجيل الذهبي ذكريات ماجد عبدالله وفهد الهريفي ذكريات يوسف الثنيان ونواف التمياط ذكريات لا تنسى خلدها نجوم من ذهب في كلا الفريقين لم استحضرها إلا بعد أن سمعت صافرة النهاية تعلن نهاية مهرجان تهديفي بين قطبي العاصمة حمل 8 أهداف. للحظات ظننت أن الهلال قد خرج من المباراة منتصراً كيف لا وهو من سجل 5 أهداف وكسب المباراة بفارق مريح في مباراة الإياب ولكنني سرعان ما أدركت أن النصر قد انتصر حتى لو لم ينتصر فلاعبو النصر قدموا درساً قاسيًا للاعبي الهلال ظهرت في الروح العالية والتغلب على كل الظروف مؤكدين مقولة الرمز الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود عندما كان يردد (النصر بمن حضر). غاب راضي وغاب السهلاوي وغاب الدوخي وغاب غالب وغاب حسين عبدالغني فحضر شباب النصر حضر الزيلعي وحضر ريان بلال وحضر فيكتور فيقاروا باختصار حضرت شمس النصر وعندما تسطع الشمس فلابد للهلال أن يغيب لأن ضوء الشمس يتوهج كالذهب في مشهد جميل لجماهير الشمس وهي تصفق للاعبيها بعد أن خرجوا مهزومين بنتيجة المباراة لكنهم خرجوا منتصرين في كل شيء. كم أتمنى أن يدوم البركان والمقذوفات البركانية في البلاد الأوروبية حتى تتعطل طائرات الحكام الأجانب لأن خليل جلال كان نجماً بكل ما تعنيه الكلمة فقد أدار المباراة باقتدار إلى بر الأمان بعيداً عن جعجعة الجابر الذي خرج عن وعيه واتزانه وانضم إلى قافلة المطالبين بإلغاء السعودة بحجة طرد أقل ما يقال عنه أنه صحيح ولو زاد جلال انصافاً لطرد العتيبي وغيره من لاعبي الهلال الذين كانوا يمارسون أنواع الضرب على لاعبي النصر ورغم وجود بعض الهفوات من الحكم وخاصة تجاهله مرفق فيجاروا في الشوط الأول إلا أن الحكم المرشح لنهائيات كأس العالم يتميز رغم شماتة المغرضين والحساد. انتهت مباراة الذهاب بكل أحداثها وما دار فيها من قصص دراماتيكية وننتظر بفارغ الصبر مباراة الإياب لتروي عطش الجماهير المتعطشة للإثارة والمتعة ولكن لا أجد من يجيبني على سؤالي .. حتى الآن من الفائز؟ [email protected]