لم تكن ظاهرة التدخين معروفة بين النساء في المملكة حتى سنوات قليلة مضت، أو كانت نادرة لدرجة لا يمكن قياسها في المجتمع. إلا أن دراسات إحصائية حديثة تشير إلى تزايد عدد المدخنات السعوديات، والجزء الأكبر منهم المراهقات وصغيرات السن وهو ما يحمل معه الكثير من المخاطر التى تتجاوز المرأة أو الفتاة المدخنة الى الأجيال الجديدة، وبالتالي المجتمع ككل. ورغم تلك الخطورة في تفشي الظاهرة إلا أنهن مازلن محرومات من جمعية نسائية تساعدهن على الإقلاع عن التدخين كالتي تتوفر للرجال. “المدينة” التقت مع مجموعة من النساء المدخنات يحاولن الإقلاع، لتتعرف منهن على سبل المساعدة في المجتمع، أم كل الجهودات لازالت فردية. تقول أم أحمد الهاشم: التدخين كان بالنسبة لي يعبر عن حرية المرأة واثبات شخصيتها مثل المرأة الغربية، فنحن النساء محرومات من أشياء كثيرة منها قيادة السيارات وممارسة الرياضة، لذلك حاولنا كسر حاجز المنع، ولكن بعدما أدمنت عليه اكتشفت أكبر خطأ فعلته بحياتي، فاتصلت بفرع الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين واخبروني بانه لا يوجد قسم نسائي لديهم، ووصفوا لي عيادة تساعدني في الإقلاع عن التدخين في مستشفى الأمل بسيهات لكنني لم اذهب حيث ان إخواني منعوني من الذهاب الى المستشفى، ففي منطقتنا أي شخص يذهب الى مستشفى الأمل يعتبر مريضا نفسيا. وتقول السيدة هند علي: أنا لم أكن أدخن لكن زوجي يدخن، مما جعلني أدخن معه. ومنذ ذلك الوقت وانا أصبحت مدمنة تدخين وأصبت بالتهابات رئوية بسببه، وأحاول الإقلاع عنه لكني لا أستطيع، وبعدما بدأت حالتي بالتدهور حاول زوجي الذهاب الى جمعية الخيرية لمكافحة التدخين بالدمام، لكنه وجدها للرجال فقط وأخبروه اذا أراد علاجي فليذهب معي الى عيادة الإقلاع عن التدخين في مستشفي الأمل بسيهات، لكنني لم أوافق على الذهاب لان الذين يذهبون هناك للإقلاع عن المخدرات وليس الإقلاع عن التدخين. وتقول الدكتورة نسرين محمد: رغم زيادة عدد المدخنات بحسب الإحصاءات والدراسات فان المجتمع لا يزال غير متقبل لتدخين المرأة، وكثير من المدخنات يتخفين عن الأنظار أثناء التدخين لإحساسهن الداخلي بالحرج وبأنهن يأتين عملا غير مستساغ، واكيد سوف تحاول الإقلاع عنه لكنها تحتاج الى عيادة خاصة تساعدها على ذلك، فلن يكون الإقلاع عن التدخين بين يوم وليلة. ويقول الاستاذ صالح العباد مدير الجمعية الخيرية للاقلاع عن التدخين بالدمام: أن الجمعية ليس بها قسم نسائي وتستقبل فقط الرجال واي فتاة تلجأ لنا نحولها الى عيادة التدخين بمستشفى الامل للامراض النفسية، ولكننا نحاول ان يكون بالجمعية فرع نسائي لكن الظروف المالية لا تسمح لنا بذلك.