قال الضَمِير المُتَكَلِّم: في خطبتي الجمعة الماضية، قام أحد الأئمة باستثارة المصلّين وتهييجهم من خلال استعادته لموضوع الرسوم المسيئة لنبيّنا محمد عليه الصلاة والسلام، حيث أمطر الكفار عمومًا بوابل من الدعوات التي تنادي بموت رجالهم، ويُتْمِ أطفالهم، وأن ترَمَل نساؤهم.. يومها افترضتُ سَمَاع أحد أولئك ممّن يعملون لدينا لهذه الدعوات التي تستغيث لسحقه، وتجميد دمه، وهَدم أسرته، فما هي ردة فِعْله؟ وكيف ينظر تجاهنا وصوب ديننا؟! وقتها تذكرتُ لقاءً مع الأستاذ الدكتور عادل بن علي الشدي الأمين العام للمركز العالمي للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته، أكد فيه أن نصرة النبي عليه الصلاة والسلام تكون باتّباع هديه، وبيان سيرته العطرة، وما جاء به من رسالة تسمو بالبشرية جمعاء، وأن يكون ذلك بالحوار والطرق المشروعة بالتي هي أحسن دون عنف، أو إثارة، أو اعتداء على الآخر. مشيرًا إلى أن الجهود الفكرية والتعريفية كان لها الأثر الكبير في التعريف بنبيّ الرحمة في الأوساط الغربية، فقبل ثلاث سنوات كان الرأي العام في الدنمارك يعارض نشر الرسوم المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام في وسائل الإعلام بنسبة 45% فقط، وقبل شهرين ارتفعت النسبة إلى 85%. بفضل تلك الجهود وتضافرها واتّباعها لأسلوب الحوار والمكاشفة!! وذكر حينها موقفًا عجيبًا يستحق الوقوف عنده، فبعد أن قام المركز بنشر إعلان تعريفي بالنبي عليه الصلاة والسلام في عدد من الصحف الدنماركية الكبيرة، وفي هامشه بريد إلكتروني لاستقبال ردود الأفعال، وكان اللافت منها رسالة تتكرر كل يوم نصها (إعلان تافه لمؤسسة أتفه)، حيث تم الحوار مع كاتبها، ومحاولة توضيح الصورة له بالتي هي أحسن. وبعد ستة أشهر من الحوار اليومي، أصبح الرجل -رغم عدم إسلامه- من أبرز المدافعين بماله وجاهه عن نبي الرحمة محمد عليه الصلاة والسلام!! أعتقد أن تجربة المركز العالمي للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته تستحق الوقوف عندها، واستثمار أدوات نجاحها في التعاطي مع الآخر وفق قَنوات التأثير فيه، وليس استعداءه واستثارته، ويكفينا أن نستلهم الدروس والعِبَر من تعامل نبي الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام مع جاره اليهودي، وكفاية زراعة للعداوات يا بَشَوَات!! ألقاكم بخير والضمائر متكلّمة. فاكس: 048427595 [email protected]