لقد أحسن الأستاذ سراج حسين فتحي في الاقتراح الخاص بتطبيق نظام الجودة في حياتنا الزوجية التي هي أساس استقرار المجتمع بأسره والتي تستحق وبكل المعايير المعتبرة ان تكون متميزة في الجودة حيث ان الجودة في الحيادة الزوجية تنعكس على الأسرة بكاملها واستقرارها في المنزل و من ثم خارجه في البيئة المحلية حيث ان كثيراًَ من مشاكل العنف الأسري وتفكك الأسر وتشتت الأسرة والأبناء وانغماسهم في كثير من السلبيات الدخيلة على المجتمع وانحرافهم الفكري والسلوك غير السوي ضد الوطن والمجتمع يعود في مجمله إلى عدم تطبيق مبد أ الجودة في الحياة الزوجية والتي ضمنت شريعتنا الإسلامية جودتها وحددت لها المعايير الدقيقة الشاملة لضمان استقرارها وجودتها لقوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (21) سورة الروم فالمتأمل لهذه الآية البالغة الحكمة والراسمة لطريق الحياة الزوجية وبكل وضوح حيث أنها شاملة خلق المرأة من نفس الرجل فالمرأة هي السكن والطمأنينة والاستقرار فلا يمكن أن يستقر الانسان في معيشته ونفسه وحياته بدون المرأة بل هي الاساس والفطرة لجميع أفراد البشرية لأنه أساس الود والحب والرحمة والعناية بالأسرة وهذا مبلغ التفكير والتدبر الذي يصل بالمجتمع إلى أعلى درجات الجودة حيث ان الجودة في أعلى مستوياتها تعتمد على التفكير الجاد, بل ان اساس الأيزو والجودة في الإدارة العامة هو التفكير المنتج والمطور للأفضل ,فإذا كانت هذه الجودة غايتها الرقي بالفرد والمجتمع ؟؟ أليس من باب أولى ان تنصب هذه الجودة على الحياة الزوجية وبما ينعكس على استقرار المجتمع ؟؟ وهذا يتطلب بالاضافة لما ذكره الزميل «سراج فتحي» من متابعة من المؤسسات الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني كجمعية واعي وبرعاية من جهات رسمية عليا كمجلس الوزراء ومجلس الشورى لضمان تطبيقه بأعلى درجة من الدقة والانضباط ان تتولى الجهات المسئولة عن عقود الأنكحة وهي وزارة العدل ممثلة في المحاكم الشرعية بتنمية ثقافة مأذوني الأنكحة عن أهمية الحياة الأسرية من خلال دورات تخصصية شرعية وتنمية للتفكير لنقل هذه الجودة للزوجين عند عقد النكاح ويكون هناك متابعة لهم في كيفية تطبيقها ونقلها للزوجين مع إرفاق وثيقة النكاح توجيهات ومعلومات تطبع في مطويات وتسلم للزوجين كما يجب على لجان مساعدة الشباب على الزواج ان تضع ضمن خطتها دورة لاتقل عن أسبوع يكون محتواها الجودة في الحياة الأسرية كما آمل ان تتبنى مثل هذه الجودة جامعاتنا ممثلة في مراكز خدمة المجتمع فيها ,وكذلك مجالس المناطق ومراكز الأحياء ,وقد خطت جامعة الملك عبد العزيز خطوة مباركة بالتعاون مع مجلس محافظة جدة لمناقشة ظاهرة العنوسة والطلاق والخلع إنها خطوة تستحق الإشادة بهذه الجامعة.