أعجبني الخبر الذي ورد في جريدة المدينة الغراء في عددها الصادر يوم الخميس غرة جمادى الأولى 1431ه، من التقاء صاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينةالمنورة بمجموعة من أيتام المدينة على صاحبها - أفضل الصلاة وأتم التسليم – وتناول العشاء معهم، ومداعباتهم، ومحاورتهم، والاستئناس بالحديث معهم حول العديد من المواضيع التي تخالج نفوسهم الفياضة بالبراءة والبساطة ومشاعر الأيتام فاقدي الأبوة والحنان. لقاء سمو الأمير بأيتام المدينةالمنورة لفتة أبوية كريمة يستحق عليها سمو الأمير الشكر والتقدير، كيف لا؟ وقد أدخل سموه الكريم على نفوسهم الصغيرة مشاعر العطف والسرور المتوافقة مع حنان الأبوة، وقد تفاعل الصغار كثيرا مع عطف سموه، حيث كانوا ينادونه بالأستاذ أو الشيخ في صورة إنسانية معبرة تدلل على صفاء نفوسهم، ونقاء سريرتهم، وبعيدا عن التزلف، أو التحذلق، أو النفاق الذي يمارسه الكثير من الناس .. نعم لقد نظر هؤلاء الصغار الأبرياء إلى سموه كأستاذ وكمربٍ فاضل يشعرهم بالأمان والعطف الذي فقدوه في الرمز المثالي وهو الأب الذي يمثل لهم القوة والملاذ الآمن، والذي يسعى جاهدا لتحقيق رغباتهم حتى يكونوا أسوة بأقرانهم، وهذا العمل الجميل يعزز صدق أفعالنا تجاه هؤلاء الأيتام استجابة لقول رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم : «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وجمع بين أصبعيه السبابة والوسطى» أو كما فعل – صلى الله عليه وسلم. أنظروا إلى بساطة متطلبات الأيتام من سمو الأمير عندما سأل سموه، ماذا ينقصكم؟ وماذا تحتاجون؟ أجابوا: نريد بلاستيشن وجوالات !! أرأيتم أين تكمن بساطة هؤلاء المحرومين؟ ألم تعجبكم ردود أفعالهم وبساطة متطلباتهم؟ لم يقولوا كأصحاب القلوب الطامعة: نريد أموالا طائلة، أو أراضي على واجهات متعددة، أو قصورا فخمة، أو أيا من مباهج الدنيا الفانية، هم يريدون فقط أن يحققوا طموحاتهم البسيطة، حتى يكونوا أسوة بأقرانهم الآخرين الذين ينعمون بنعمة وجود الآباء الذين يحققون لهم كل أمانيهم ومتطلباتهم. هنيئا لكل من أدخل السرور على نفوس هؤلاء الأيتام، وهنيئا لكل من ساهم وشارك في تنظيم هذا اللقاء مع سموه الكريم لتعويض هؤلاء الصغار بعضا من الحنان المفقود الذي يحقق بعضا من تطلعاتهم البسيطة التي يحلمون في الحصول عليها.. هؤلاء الصغار في متطلباتهم الكبار في نفوسهم، وقدرهم، وعلو هممهم والباحثين عن الأحلام البسيطة التي تغني رغباتهم التواقة للعب واللهو البريء وممارسة حقوقهم كغيرهم من الأبناء. تحية أكبار (لأستاذنا الكبير) وأميرنا المحبوب عبد العزيز بن ماجد على هذه اللفتة الأبوية الحانية نحو أبنائه أيتام طيبة الطيبة وتواصله الحاني معهم وتحقيق رغباتهم والوقوف على احتياجاتهم، والعناية بهم في ظل رعاية والدنا جميعا العطوف على أبناء شعبه خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وسمو النائب الثاني، وحكومة رشيدة تسعى جاهدة لخدمة هؤلاء الأيتام المحرومين من عطف وحنان الأبوة، والعناية بهم في كل مكان من أرجاء هذه المملكة الواسعة. وفق الله العاملين المخلصين لخدمة الفقراء والبسطاء والأيتام ، (إن الله لا يضيع أجر المحسنين) التوبة 120.