× أن يُسبق التقديم بلقب «خبير» فمعنى ذلك أن المتلقي يضع في حسبانه أنه أمام جلسة دسمة من الجودة سيجد فيها ما يشفى الغليل ويفك طلاسم الاستفهام. × ذلك هو المفروض ولكن ما خرجتُ به من انطباع شخصي في كثير من آراء الخبير التحكيمي محمد فودة أنه كثيراً ما يركن إلى الاتجاه المعاكس. × فتأتي آراؤه مخالفة لإجماع العارفين حتى أصبح المتلقي يتوقع مسبقاً ما سوف يقوله الفودة الذي ربما غاب عنه أنه أمام مسؤولية تثقيف الجيل بحكم أنه خبير بالنسبة لهم سناً في منزلة الجدّ. × فإذا كان الجيل بما يمتلكه من ثقافة رياضية يمتلك القدرة على إعطاء الحكم على الحالة التحكيمية ثم يجد أن الجميع ممن هم في خبرة الفودة يوافقون ما يعتقده من رأي. × ثم يأتي الخبير الفودة برأي عكس السير يخالف به الجميع دون الأخذ في الاعتبار ما ينتج عن ذلك من زيادة في شحن ما يعاني منه الوسط الرياضي من تعصب فذلك يعني أن فيه حاجة غلط. × كما أن ما يمكن أن أخرج به كانطباع شخصي أرجو ألا أكون فيه مصيباً، هو ما يعاني منه الفودة في آرائه عندما يكون المعني بالمسألة التحكيمية اللون الأصفر. × فتأتي آراؤه متشنجة، مستفزة، قاطعة، كامتداد لذات نهج الاتجاه المعاكس المعروف عن كثير من أحكام الخبير، حتى وإن كانت الحالة لا تستدعي كل ذلك التهويل. × بينما في جانب آخر تأتي آراؤه في مسائل تحكيمية متعلقة بلون آخر وفي مخالفات تحكيمية أشد مسالمة يلبس فيها الخبير رداء محامي الدفاع. × تلك الازدواجية لاشك أنها تصيب المتابع بنوع من الحيرة فإذا كان هذا هو نهج الخبير فكيف بالآخرين سيما وأن الفودة خبير ولاشك، ولكنه يحتاج إلى أن يراجع نفسه فيما يتعلق بالجودة. × تلك الجودة التي أثق أنها ستحضر وعاجلاً فيما يطرحه الخبير الفودة من آراء، لأنه يملكها أصلاً بشرط أن ينظر من منظار الحياد، لأننا لا نريد أن يكون فخرنا به مع وقف التنفيذ وسلامتكم.