يقول الخبر الذي نشر قبل أسبوعين في ملحق آفاق (جريدة الحياة):إن الناقد المصري الدكتور: محمد عبدالمطلب قد شكّك “في الدوافع وراء اختيار قصيدة النثر السعودية لتكون ضيف شرف في ملتقى قصيدة النثر الذي عقد أخيرًا في القاهرة...”. وبحسب متابعته للتجارب التي حضرت من خلال الملتقى (ولا أظن حكمه ينطلق من متابعة جادة لقصيدة النثر السعودية خارج إطار الملتقى) يرى أن قصيدة النثر لدينا “ما زالت وليدة ولم يسمع صوتها...”. وفي الخبر ذاته: دافع رئيس اللجنة النقدية للملتقى الناقد: صلاح السروي عن الاختيار لأن “المدهش هو أن هذه الظاهرة وجدت في مجتمع على قدر كبير من المحافظة...”. إذًا: ها نحن عدنا إلى المربع الأول.. لا نُدعى إلى أي ملتقى شعري (أو حتى غير شعري) باعتبارنا إضافة، بل باعتبارنا تابعين وملحقين، خرجنا من مجتمع طارد إلى مجتمع حاضن، ومهما اعترى تجاربنا من قصور وضعف، فإن ذلك لا يمنع من الإعجاب بشرف المحاولة، لا بإضافتها أو تمايزها. لكن السؤال المهم: هل فعلًا كانت قصيدة النثر السعودية ضيفة شرف على ملتقى القاهرة؟ من الواضح أن القيمين على ذلك الملتقى لا يعرفون شيئًا عن قصيدة النثر لدينا، إلى درجة أن الناقد السروي نفسه يكرر دهشته في ذات الخبر؛ لأن “الجزء الأكبر والفاعل فيها هو جزء نسوي” على ما قال، وهذا ما لا يستطيع متابع حقيقي للحركة أن يقول به. من الواضح -أيضًا- أن الأسماء السعودية التي حضرت في ذلك الملتقى، لا تمثّل -ولو على نحو يسير- هذه التجربة (إلا إذا استثنينا الشاعرة فوزية أبوخالد). كيف يستطيع شاعر قصيدة تفعيلة غنائية أن يمثّل قصيدة النثر لدينا؟ بل: كيف تستطيع شاعرة تضع نزار قباني وعباس بيضون في سلة واحدة أن تمثّل قصيدة النثر، فضلًا عن تمثيل قصيدة النثر في السعودية؟!! كان يمكن أن يحلّ هذا الإشكال بتعديل لغوي بسيط، كأن يقال: محمد خضر وأصدقاؤه يحلّون ضيوف شرف على ملتقى قصيدة النثر في القاهرة. ولماذا محمد خضر بالذات؟ لأنه هو من (نسّق) الأسماء السعودية بحسب الخبر.. هو الذي قام بتوظيبها وتغليفها، وعرضها في فاترينات الملتقى القاهري، ممهورة بعبارة: (Made In Saudi Arabia).