صور الشيخ د/ محمد النجيمي التي نشرتها جريدة المدينة يوم الخميس 8 إبريل 2010ه ، وهو يجلس مع عدد من الناشطات الكويتيات وهن بدون حجاب، يكشف عن قدر من المرونة والفهم الواعي من الشيخ لطبيعة المجتمع الذي سمح بعقد ندوة احتفالية بمئوية اليوم العالمي للمرأة، وسمح أيضا للنساء باستضافة رجل من دولة أخرى دون معوقات ودون شكوك في النوايا والأهداف! لأننا هنا رغم تزعم كثيرات لأدوار الناشطات في شؤون المرأة، ورغم الحملات التي تدافع عن كل ما يخص المرأة، لم نقم احتفالية واحدة حتى لدراسة تاريخ هذا اليوم النضالي والسياسي والاجتماعي، على العموم ليس هذا المهم، فاليوم ولىّ وانقضى، لكن المهم هو أن تكذيب الشيخ ومحاولة تبرئة نفسه من الاختلاط بأجنبيات دون حجاب ودون فواصل شرخ تلك الصورة التي كونتها للوهلة الأولى! لا أعتقد أن الدكتور محمد النجيمي لم يكن على علم بأن لقاءه مع الشقيقات الناشطات الكويتيات، موثق بالصوت والصورة، لأن هذا الاعتقاد تقليل من فطنة وذكاء د/ النجيمي الذي يتولى العديد من المناصب الحساسة فهو رئيس الدراسات المدنية في كلية الملك فهد الأمنية، أستاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء، وعضو المجمع الفقهي الإسلامي، المشارك في إصدار فتوى زواج المسيار والفرند والمسفار! ولا أظن أنه لا يدرك، أن وسائل الإعلام ما تصدق تشوف «جنازة» إلا وتشبع فيها لطم ! فإذا كان الشيخ وهو على ماهو عليه من الذكاء والفطنة التي بوأته قمة المناصب المذكورة فلماذا يحاول التبرؤ من اللقاء ومن الصور ومن تحلق النساء حوله ووصفهن بالكبيرات، أي (القواعد) وهو وصف لا يطلقه حصيف على امرأة مهما بلغت من الكبر عتيا! فإذا شاهدنا الندوة عبر مقاطع (اليوتيوب) على الانترنت، يبدو إنكار الشيخ بدون جدوى، بل يقلل من مصداقيته، وشعبيته وظهوره الإعلامي المكثف! إصرار الناشطة الكويتية عائشة الرشيد، على مصداقية الصور المنشورة ، وإنكار د/ النجيمي حفزاني للبحث والتحري عن حقيقة الندوة، وللتأكد من أعمار النساء الكبيرات كي أقتنع بأن القضية فبركة إعلامية وتشويه لتاريخ الشيخ النجيمي! لكن الحقيقة مرة، وإنكار الشيخ النجيمي لن يجدي، لأن الندوة كانت تضم نساء من مختلف الفئات العمرية، وأن منهن شابات وأكبرهن ربما لا تكبر الشيخ النجيمي، إلا إذا كنا مقتنعين بأن المرأة تخرج من الأنوثة إذا بلغت الأربعين، وهي كذبة صدقناها ورسخناها في تربة وعينا وتراثنا حتى أصبحت قناعة..ربما تنفع الشيخ في دفاعه! رأيت الشيخ النجيمي في الندوة، ودودا لطيفا مرحا، (كال) للرجال من التهم ما جعل القاعة تضج بالضحكات الأنثوية الناعمة لم يشرخها وينشز عنها غير ضحكات الشيخ المجلجلة! في الندوة ذاتها، تحدث عن الاختلاط بوسطية، وأن الفصل الذي دعا إليه «كي لا يكون للرجل على المرأة سلطة إلا في إطار سلطة عامة» مبررا دعوته بقوله: « أمي كانت تقول لي: إن الرجال وحوش» فضجت القاعة بالضحكات، وارتفع صوت من النساء مدافعا عن الرجال: ( مش كلهم) لكن الشيخ وهو ضاحك قال: (أغلبهم) وبمرح أكد على تسلط الرجال على النساء بقوله: « أسد عليّ وفي الخطوب نعامة» وعن عائشة الرشيد، قال: « شخصيتها قوية» هكذا قال في ذات الندوة وعلى اليوتيوب في موقع العربية، على الرابط التالي تأكد من أقوالي بالصوت والصورة: http://video.alarabiya.net/ShowClip.aspx?ClipID=2010.04.09.55.22.66.484 توقعنا أن تكون مشاركة د/ النجيمي للنساء في احتفالية يقاومها التيار الديني المتشدد رجاله ونسائه، تراجعا عن موقفه المتشدد من الاختلاط ، وتأييده لفتوى الشيخ البراك (جواز قتل من يجيز الاختلاط في ميادين العمل والتعليم) كنا سنتقبل تراجعه عن موقفه من الاختلاط وفتوى القتل، بالرضى والقبول، لأن قبله من العلماء الأفاضل من تراجع عن مواقفه بشجاعة وكسب محبة المجتمع والتفافه حوله! أما قول الشيخ بأنه ارتكب أخف الضررين بقبوله حضور الندوة، وهو يعلم أن فيها اختلاطاً، فلا يبدو على الشيخ الإحساس (بالضرر) وهو يجلس مع النساء خلال الندوة، فالذي يقبل أمرا مضطرا إليه للأسباب التي ذكرها، تنتابه مشاعر القلق والاضطراب والتحفظ في الحديث والضحكات والتنكيت! القضية التي سترفع على د/ النجيمي لأنه قال على النساء الكويتيات (عاصيات) في تصريحاته بعد نشر الصور، فهل سيرفع غالبية الرجال دعوى قضائية على د/ النجيمي لأنه اتهمهم بأنهم وحوش، وهو وصف أشد من (التوحش) الذي أطلقه الكاتب الشاب يحيى الأمير على أقوال، لا على أشخاص، لكن هي هذه طبيعتنا أو طبيعة التيار المتشدد، يقيم الدنيا ولا يقعدها، على كلمة أو خطأ، صدر من فرد أو جماعة جيرهم في قائمة أو تيار لا يحبه ولا يستسيغه، وهذا التيار اللا مستساغ، لديه من سعة الصدر والتسامح ما يغري بخطأ الآخرين معه، وقسوة خطابهم ضده! أسألكم بالله هل تحرك رجل من أفراد المجتمع ضد من وصف أزواج وآباء وإخوة النساء العاملات في مختلف المهن التي تستدعي الاختلاط بصفة (الديوث)؟! قالوا لفرعون مين فرعنك؟ قال: سكوت الناس عليَّ، وفي رواية: ما لقيت أحد يردني! قلبي مع الشيخ النجيمي.. يلاقيها من ناشطات الكويت أو من الرجال الوحوش إذا فكروا يرفعوا عليه قضية؟!!