لأن الفرد نواة الأسرة ولأن الأسرة وحدة بناء المجتمع ولأن المجتمع شرائح عدة ذات قيم وعادات واتجاهات تُشكل الخصائص العامة في نمط الحياة الاجتماعية وتعكس بصورة مباشرة ثبات المواقف السلوكية التي نشأ عليها كل فرد من الأفراد ويعد التعليم والثقافة عنصرين مهمين في عملية التهذيب للسلوك فالمبادئ الإسلامية التي أقرها الدين الحنيف بالإضافة إلى أساليب التفكير السوية تُكون معادلة موزونة أحد أهم نواتجها تحقيق الاستقرار بجميع أبعاده النفسية والفكرية و.. و.. و.. و.... الخ ومن ضمن ما يحتاجه الفرد لأجل بقائه السيكولوجي والتفاعل مع معطيات بيئته هي الحاجة إلى النمو المعرفي فهو حق متاح لكل عاقل بلغ سن التعليم ..... وبعيدا عن مسائل حقوق المرأة أو العنف ضدها أو تصفية الحسابات بين الأب والأم المنفصلين أو تأمل تفاصيل العلاقات الأسرية المنتهية بالطلاق ، أو حتى الخوض في وصف اللحظة المؤلمة تلك التي يتخلى فيها أحد الوالدين عن أبنائه ويستمر المشهد معهم على مراحل حياتهم المختلفة حيث الضحية دائماً هي الطرف الأضعف !! لكن يظل حجم المعاناة التي يتعرضون إليها أبلغ عن الشرح والتي تبدأ بانتقام آبائهم من أمهاتهم وتنتهي بعدم الاكتراث لمستقبلهم مما يقودهم إلى الإحباط والاكتئاب وأمور أخرى لا تُحمد عقباها ، ألا يكفي الانفصال ؟؟ لماذا إذاً الانتقام ؟؟؟ هناك عقول حقا تحتاج إلى برمجة عقول !! بل قلوب تحتاج إلى إحياء قلوب !! حيث فاقد الشيء لا يمكن أن يُعطيه !! فأولئك الآباء الذين يحرمون الفتاة - التي تعيش مع والدتها بعد انفصالهم عنها - من حق التحاقها بالمدرسة مع العلم بأن اللوائح وتعليمات القبول دون اشتراط موافقة الأب ، لكن كيف السبيل إلى ذلك ؟؟ وجميع الأوراق الثبوتية للفتاة هي بحوزة الأب المتعنت !! فالأم لن تتمكن من التقديم لابنتها لأن وثائق الميلاد محجوزة !! و آلية استخراج صور طبق الأصل أو بدل فاقد مؤكد أنها من شأن ولي الأمر ، المسيطر صاحب الكلمة الأولى والأخيرة وسيد الموقف ومُتخذ القرارات المصيرية حتى ما بعد الطلاق !! أذكر قصة لإحدى السيدات كان بينها وزوجها خلاف أدى إلى تركها لمنزل الزوجية وقضت مدة شهر في منزل والدها وهي حامل وأصيبت بوعكة ولم تستطع زيارة الطبيب لأنها لا تحمل هوية شخصية أو بطاقة العائلة جميع الأوراق والوثائق بحوزة زوجها الذي استمر في التهديد والوعيد إلى أن حان موعد الولادة وبطبيعة الحال تم إبلاغه ونسيت هي الظلم لتعود إلى منزلها فالمولود الجديد حل ضيفاً لابد من إكرامه! وكم من فتاة ليس لديها حق في العمل لأن الأب لا يسمح بخروجها من المنزل وكم .. وكم .. وكم ..!! تلك مطلقة ومطلقها يُضيق عليها مع أبنائها !! والأخرى معلقة وتعيش مع أهلها ولا يمكنهم السماح لها بالعمل فلا بد من موافقة الزوج فهو ولي أمرها وإلى متى ؟؟؟ قطر: يقولون ... الحب الذي تأتي به الرياح تذهب به العواصف!!