تضع صفقة إطلاق خط أنابيب للغاز من إيران إلى باكستان الأخيرة في مأزق كبير أمام الحليفة أمريكا، التي حذرتها من مغبة المضي قدما في الصفقة، بسبب الحصار الاقتصادي الذي تفرضه واشنطن على إيران. باكستان -وبعد التوقيع على الاتفاقية في السادس عشر من الشهر الماضي بقيمة 7.5 مليار دولار أمريكي- أكدت على لسان وزير خارجيتها شاه محمود قرشي في مقابلة حصرية مع وكالة الأنباء الإيرانية أنها عازمة على مواصلة مشروع استيراد الغاز من إيران بصرف النظر عن الضغوط الأمريكية لكون باكستان في أمس الحاجة للطاقة. وستمنح الصفقة باكستان 750 مليون مكعب من الغاز يوميا على مدى 25 عاما المقبلة لتوليد طاقة كهربائية تصل إلى أربعة آلاف “ميغا وات” وسينتهي العمل على المشروع في عام 2014. وقد يكون للمشروع تأثير بعيد المدى إذا قررت الهند والصين المشاركة فيه وهو ما سيعطي باكستان فرصة لفرض ضريبة على البلدين، مقابل تمرير الغاز لهما. مغريات تضع إسلام أباد في موقف صعب أمام الحليفة الكبرى أمريكا التي قد تلجأ لاستخدام طرق مختلفة لثني باكستان عن الصفقة، كاللعب بورقة المساعدات المادية التي وعدت واشنطن بمنحها لإسلام أباد سنويا “مشروع كيري لوكر بل” وتصل إلى 1.5 مليار دولار أمريكي سنويا. وقال الخبير في العلاقات الباكستانية- الأمريكية جمال إسماعيل “للمدينة”: إن الضغوط على باكستان قد تمتد لأبعد من ذلك وتصل إلى حرمانها من الرسوم التي تتقاضاها مقابل السماح لإمدادات القوات الأمريكية والناتو المتمركزة في أفغانستان والعبور من ميناء كراتشيالباكستاني إلى منطقة خيبر القبلية بالقرب من الحدود الباكستانية- الأفغانية. مضيفا أن أمريكا قد تلعب دورا مباشرا وتكون حجر عثرة أمام الصفقة من خلال منع الجهة الداعمة للمشروع سواء البنوك الدولية أو دول في الشرق الأوسط وأوروبا من منح قروض ميسرة لباكستان. وعلى الرغم من هذه العقبات أكد رئيس تحرير صحيفة “نواي وقت” جاويد صديق ل “المدينة” أهمية صفقة الغاز مع إيران لأن باكستان فى أمس الحاجة للطاقة في ظل ركود اقتصادي مشهود بدأ يستشري في مختلف القطاعات الاقتصادية، أما الضغوط الأمريكية فيجب أن تكون مرفقة ببدائل لباكستان عوضا عن صفقة الطاقة مع إيران. وأشار سفير باكستان السابق طيب صديق ل “المدينة” إلى معضلة ديبلوماسية بين الحليفين في الحرب على الإرهاب “أمريكا وباكستان” تكمن فى الحصار غير المباشر الذى تفرضه واشنطن على بلاده من خلال تكليف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مجلسا خاصا لديها لعرقلة صفقة أنابيب الغاز بين إيرانوباكستان، وتتزامن مع رفض واشنطن منح إسلام أباد صفقة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية مشابهة لتلك التي حصلت عليها عدوة باكستان التقليدية الهند.