تترقب أسواق الحديد في المملكة هذا الأسبوع إجراءات جديدة تجري المشاورات بشأنها بين الجهات المختصة وشركة سابك للعمل على إعادة الهدوء إلى سوق الحديد ومن المتوقع بعد ثبوت قيام كبار موزعي سابك بتخزين الحديد في مستودعات خاصة بهدف رفع الأسعار عن طريق خفض العرض في السوق. وذكرت مصادر خاصة تحدثت" للمدينة" بأن الإجراءات المتوقع إعلانها هذا الأسبوع ستحد كثيرا من تلاعب بعض الموزعين بسوق الحديد المحلي وفك الأزمة التي يعانى منها سوق الحديد، وبينت المصادر أن هناك إجراءات فورية وعلنية رادعة لكل من يتلاعب أو يخزن الحديد بهدف الضغط على السوق لرفع الأسعار سعيا منه لتحقيق أرباح طائلة من خلف هذا الإجراء وقد يتطلب هذا حسب المصادر ان تتدخل بعض الجهات المختصة والأمنية للكشف عن المتلاعبين اضافة الى وزارة التجارة والصناعة وايجاد دور لحماية المستهلك في هذا الشأن. وقالت المصادر إن أزمة الحديد سوف تلملم أطرافها هذا الأسبوع بعد تطبيق الإجراءات التي من المتوقع أن تكون تحت رقابة العديد من الجهات مع وزارة التجارة لإعطاء القرارات التي ستصدر فاعلية أكبر مع تفعيل القرارات التي سبق وان اتخذتها وزارة التجارة والصناعة في وقت سابق نهاية الشهر الماضي ، وكشفت جولة المدينة يوم الخميس بأن الكثير من موزعي المصانع الاخرى والحديد المستورد لم يلتزموا بالتسعيرة الرسمية التي تعلنها وزارة التجارة والصناعة على موقعها الكتروني حيث يتفاوت الفارق السعري بين هذه التسعيرة والواقع لدى موزعي حديد هذه المصانع والحديد المستورد بين 200 ريال إلى 300 ريال عن التسعيرة الرسمية لوزارة التجارة والصناعة، وخاصة في المقاسات 16 ملم و18 ملم التي اختفت من السوق خلال الأسبوع الماضي مما جعل المستهلكين يتساءلون عن سرهذا الاختفاء التكتيكي كما وصفه البعض وعن انعدام وجود مقاسات معينة من أنواع الحديد بين الحين والآخر رغم أن تصنيع هذه المقاسات من أسهل مقاسات حديد التسليح تصنيعا ومن جانبه برر مسؤول بأحد مصانع الحديد الكبيرة بأن أسباب هذا الاختفاء هو أن المصانع السعودية اتخذت قراراً خلال العام الحالي أن تكون مشترياتها من المواد الخام بكميات شهرية أو على ابعد تقدير كل ثلاثة أشهر لتستطيع حسب المسؤول مواجهة تقلبات الأسعار بالسوق العالمي ، حيث أن الكثير من المصانع السعودية تكبدت خسائر كبرى عند تراجع أسعار المواد الخام في منتصف 2009م وهى حسب وصفه خسائر ضخمة جدا . إلى ذلك يصل منتصف هذا الأسبوع وفد من مصانع الحديد التركية إلى المملكة للالتقاء بوكلائهم ودراسة السوق السعودي وأسعاره التي يمكن إن تثبت في السوق ، وقال موزع لأحد هذه المصانع التركية (طلب عدم الكشف عن اسمه) إن المصانع التركية كانت ترغب في أن تغزو السوق السعودي مثلما فعلت بالسوق المصري التي استطاعت وحسب الموزع الاستحواذ على مانسبته 25في المائة منه تقريبا ولاتزال فى نمو شهري مطرد، كاشفا عن ان أهم العوائق التي كشفها صناع الحديد التركي هي أن الموزعين المعتمدين لهم في السوق السعودي لم يلتزموا بالأسعار التي تمكن الحديد التركي من المنافسة في السوق ، واضاف انه سوف يقوم بالبحث عن موزعين حصريين يتعاملون معه بصفة خاصة ولا تربطهم اي عقود توزيع مع المصانع السعودية الاخرى مقابل إعطائهم حوافز تشجيعية كبيرة يستطيعون من خلالها المنافسة في السوق السعودي كاشفا عن أنهم سيجرون مباحثات مع هيئة الاستثمار لإنشاء مصانع للحديد والبليت بالمملكة و حسب مصادر خاصة تحدثت "للمدينة" فإنهم سيجدون دعما كبيرا من هيئة الاستثمار لإنشاء مصانع حديد بالمملكة .