أشاد معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، نائب وزير التربية والتعليم، عضو المجلس التنفيذي لمنظمة «يونسكو» بإعلان المنظمة الذي أعربت فيه عن قلقها تجاه القرار غير المقبول بضم المسجد الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح في مدينة بيت لحم إلى التراث الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنها محاولة ترفضها جميع المواثيق الدولية، ومنها ميثاق هذه المنظمة وقراراتها السابقة بشأن الآثار والتراث للبلدان الواقعة تحت الاحتلال، معربًا عن قلقه لاستمرار الحفريات تحت أسوار القدسالمحتلة، وذلك بالرغم من جميع الإدانات الدولية والشعبية الواسعة حول العالم لما يجري من خروقات غير مسؤولة بغرض السيطرة على مُقدّرات الشعب الفلسطيني ومحو تراثه، وتعميق جراحاته التي لم تندمل مع الزمن، وأقربها الحرب على قطاع غزة. جاء ذلك في سياق كلمة المملكة التي ألقاها معاليه أمام الدورة 184 للمجلس المنعقد في باريس خلال الأسبوع الحالي. وأوضح ابن معمر للمجلس أن المملكة العربية السعودية أعدت عشرات الفعاليات الثقافية المحلية والدولية الموجهة للمواطنين وأبناء الدول الصديقة الذين يقيمون في المملكة والبالغ عددهم قرابة سبعة ملايين يمثلون ثلاثين بالمائة من إجمالي السكان، ويسهمون في النهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا في كافة المجالات. ويأتي في طليعة هذه الأنشطة إقامة حفل توزيع جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في مقر منظمة «يونسكو» خلال شهر مايو المقبل، وهي واحدة من مبادرات المملكة العربية السعودية التي تنتظم في سلسلة مبادراته الهادفة إلى تقريب الأسرة الدولية؛ ليعيش الناس وفق مبادئ إنسانية أساسها العدل والتسامح والسلام والاحترام المتبادل؛ استكمالا لما استهله الملك عبدالله بالدعوة إلى الحوار بين أتباع الأديان والثقافات خلال سنوات مضت، وما يزال هذا الملف ضمن اهتماماته و عنايته الشخصية. وقبل أيام قليلة أعلنت المملكة في مهرجان (الجنادرية) الوطني للتراث والثقافة عن إنشاء جائزة عالمية للتراث والثقافة تحمل اسم الملك عبدالله سعيًا لتشجيع العناية بهذين المجالين على مستوى العالم. مشيدًا ببنودِ ووثائقَ الدورةِ (184) للمجلسِ، مشيرًا إلى أنها لخصت بعض الجهود المتميزة للمنظمة، مقدّرا أعمال المنظمة المبذولة حتى الآن، مشيرا بشكل خاص إلى نشاطات السنة الدَّوْليّةِ للتقاربِ بَينَ الثقافاتِ، حيث تم التخطيط والبدء في تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات استجابة لدعوة منظمة “يونسكو” في سعيها الجاد نحو بسط التعايش واستثمار خصوصيات وحضارات الشعوب في تنمية ثقافاتهم كخلاصة للتجربة الإنسانية جمعاء. وأكد معاليه في ختام كلمته أن المملكةٌ العربيةُ السُّعوديةُ بوصفها حاضنة الحرمين الشريفين وقلب العَالمِ الإسلاميِّ، ستبقىَ دائمًا مُسَاندةً وداعمةً لكلِّ جَهدٍ دوليٍّ مِنْ شَأنهِ الحفاظ على السلام، والحد من كل أشكال الإرهاب والتطرف، وصولاً إلى الغاية العليا بأن يبقى هدف السلام والتعايش على رأس أولوياتنا في الألفية الجديدة.