انتقد الأديب عبدالواحد الأنصاري الجوائز الثقافية العربية، وقال: لم أعد أثق بالجوائز، خاصةً بعد ما حصل بجائزة البوكر وحائل، فأجواء الرواية لم تعد تُقرأ، وأنا لا أريد طرح رأيي برواية عبده خال حتى لا يقال عني إنني أحد ثلاثة: مستعرض أو حاسد أو جاهل، ولكن الرواية بقراءتي لها قبل الجائزة كانت تحتاج لعناية كبيرة وبها بعض الهنات الفنية. وخلال استضافته في النادي الأدبي بأبها يوم الاثنين الماضي حيث استعرض تجربته الأدبية من خلال ورقة «الروايات السعودية واشتراطات النهوض»، قال الأنصاري: أنا لست متخصصاً في علم النفس، فلا أعلم ما هي مصلحة النقاد في مدح روايات لا تستحق القراءة. وأضاف: انتشار رواية «بنات الرياض» لم يكن إلا بسبب تضافر النّقاد والصحف عليها فحصل لها الرواج. وطالب النّقاد والمختصين بالإخلاص والابتعاد عن الأهواء النقدية والنزعة والتقييم. في البداية أوضح الأنصاري سبب اختياره لكلمة الروايات، قائلاً: لا أحب وصف الإنتاج الروائي السعودي بأنه يحمل هوية واحدة، بل إنه يحمل هويات عدّة، فثمة لدينا الرواية الإصلاحية، سواء أكانت تصب في الجانب الوعظي، أم في جانب مجابهة التيار الديني. ولدينا رواية السيرة الذاتية. ولدينا الرواية المونولوجية الذاتية. والرواية النسائية الصارخة. كما أن لدينا الرواية الإبداع بالمفهوم الأجناسي للنص الروائي. وبيّن الأنصاري أن ما يجري في وسط الروايات المحلية الآن، هو أن القارئ والكاتب يبحثان عن تصور ذاتي للفن الروائي قبل الاطلاع الجيد عليه، فتنعكس العلاقة بين العلة والمعلول، ويصبح التصور السابق على الاطلاع هو المتحكم في الاطلاع نفسه، ما ينتج حتماً ذائقة غير جمالية تحاول أن تحدد ما هو جمالي. وأخيراً دعا المبدعين الحقيقيين أن يعني بعضهم ببعض وأن يركزوا على توفر الاشتراطات الفنية في كتاباتهم الروائية ومراجعاتهم، دون الالتفات إلى ما يمكن أن يحدث في عالم الفوضى الذي تحكمه قواعد المديح والترويج وعدد المبيعات، فتلك عوالم تحكمها شريعة السوق الذي يلعب بما يكسب، بغض النظر عن كونه جيدا أم غير جيد. الأمسية شهدت العديد من المداخلات التي أجاب عليها المحاضر، وكانت من: الدكتور محمد أبو ملحة والدكتور عبدالله حامد والدكتور محمد مدخلي ويحيى العلكمي وإبراهيم مسفر. عبدالواحد الأنصاري يحاضر حول الروايات السعودية ونهوضها