تقول المصادر التاريخية في شأن الخط والكتابة: إن (مر أمر بن مرة) هو أول من وضع (الخط)، وعلّمه أهل الأنبار والحيرة. كما تقول المصادر أيضًا: إن (بشر بن عبدالملك) تعلّم الخط العربي من أهل الحيرة، ثم أتى مكة، حيث تعلّم منه سفيان بن أمية، وبعد مكة اتّجه بشر إلى الطائف فتعلم منه الخط غيلان الثقي.. وهكذا أسهم بشر بن عبدالله في تعليم الخط ونشر الكتابة في الجزيرة العربية قبل الإسلام. وعندما بُعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم شجع أصحابه على تعلم الخط والكتابة، واختار منهم كُتّابًا للوحي في مقدمتهم: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت -رضي الله عنهم-. وهذا وقد تطورت فنون الخط والكتابة في عهد الدولتين الأموية والعباسية، حيث برز واشتهر بعض الكُتاب والخطاطين، نذكر منهم شيخ الكتاب الأوائل (عبدالحميد بن يحيى)، وكذلك عميد الخطاطين (محمد بن علي) المشهور ب(ابن مقلة)، وهو الذي وضع قواعد وفنون الخط العربي بمختلف أشكاله وأنواعه.. ولكن.. الذي حدث أن عبدالحميد الكاتب تعرض للقتل على يد السفاح. كما أن (ابن مقلة) نال نصيبه أيضًا عندما أمر أحد الأمراء في بغداد بسجنه وقطع يده اليمنى، وقد ارتجل ابن مقلة قصيدة بعد قطع يده.. منها هذا البيت: ليس بعد اليمين لذة عيش يا حياتي بانت يميني فبيني خطوط العاشقين بمناسبة الحديث عن الخط والكتابة نقول إن العاشقين في قديم الزمان أي قبل ظهور (الفيس بوك والماسنجر) كانوا يتبادلون رسائل الحب والغرام المكتوبة بخط اليد، وقد اشتكى أحدهم من ضعف خطه، فقال: كتبت إليكم اشتكي حرقة الهوى بخط ضعيف والخطوط فنون فقال خليلي: مال خطك هكذا دقيقًا ضئيلاً ما يكاد يبين؟ فقلت: حكاني في نحول ودقة كذاك خطوط العاشقين تكون وقفة: مع جزيل الشكر والعرفان للقائمين على ملحق (الأربعاء) أقول للجميع إنني قررت التوقف عن كتابة هذه الزاوية.. وسامحوني.