قال مصدر خاص ل “المدينة” أن قراراً صدر مؤخراً بإيقاف المسلسل الخليجي “أيام السراب” والذي يعرض على قناة mbc، وكان صباح يوم الأربعاء الماضي هو آخر أيام عرض المسلسل. والقرار الذي وصل إلى القناة كان أمراً تقتضيه المصلحة العامة (كما أفاد المصدر)، خصوصاً بعد الحملات التي شُنّت ضده لما كان يحتويه من مشاهد تصوّر المجتمع السعودي بصورة مشوهة وبشكل مبالغ فيه، وكونه تعدّيا واضحا على المجتمع السعودي، ووصفه (من خلال المسلسل) بأنه مجتمع خارج عن الخطوط (بحسب وصفهم). “المدينة” أجرت اتصالاً بمسؤول في قناة ال mbc والذي بدوره أكد أنه لا يوجد أي قرار رسمي صدر بإيقاف مسلسل “أيام السراب”، وأن جميع ما يتداوله البعض غير صحيح إطلاقاً، فالإيقاف كان بموجب أن المسلسل طويل جداً، وعليه تم الاقتراح أن يتم توزيعه على ثلاثة فصول بعدد حلقات متساوية تُعرض في وقت لاحق، ولم يتم تحديد الوقت. وأضاف المصدر: نستغرب كثيراً عما يثار ويقال بأنه قرار رسمي، ولكن الموضوع بمجمله قرار إداري وصادر من القناة. وحول الحملات القوية التي تُشن ضد المطالبة بإيقاف هذا المسلسل، قال المصدر: لا تعليق!. دياب: الحساسية «المدينة” استطلعت آراء بعض الإعلاميين والفنانين السعوديين حول هذا الموضوع.. الكاتب الإعلامي محمد صادق دياب اعترف في بداية حديثه أنه لم يشاهد المسلسل، وقال: الحساسية ضد الفن ربما تكون مرتفعة بعض الأوقات، وأحياناً نبالغ في القول في حساسيتنا بصورة لا يمكن أن ينتج معها فن درامي، فالدراما هي أشبه برسم الكاريكاتير تضم بعض المبالغات، فنحن لدينا مستوى عال من الحساسية تجاه الدراما، وهذا من شأنه ألا يسهم في إنتاج دراما. وأضاف: أنا لست مع الذين يقومون بتشويه صورة المجتمع السعودي، ولست مع الحساسية المفرطة تجاه كل ما يُكتب أو يُمثل أو يُعرض. وطالب دياب أن يكون هناك فرق بين التشويه وبين الوسائل الفنية لإبراز الإشكاليات ومعالجة الأخطاء الحاصلة في المجتمع بشكل أكثر احتراماً لعادات وتقاليد المجتمع، وأنا أكرر موقفي ضد كل من يقوم بتشويه صورة المجتمع السعودي. الجاسر: استعجال الفنان الممثل والمخرج عمر الجاسر قال: نحن لا ننكر الجهد الكبير الذي بذله طاقم العمل وقناة ال mbc بإنتاج مسلسل طويل يُسجل في الدراما الخليجية لأنه مسلسل لا يمت للدراما السعودية بصلة، وهو جهد يشكرون عليه، لكن ينقصهم التخطيط المسبق والمنظّم للقيام بهذه الخطوة الجريئة لتصوير هذا المسلسل الطويل، فيبدو أن استعجالهم في تصوير الحلقات انعكس سلباً على مستوى العمل، لأنهم اعتمدوا على المبالغة السلبية في الطرح عكست صورة غير مشرّفة للوضع الاجتماعي في السعودية، وبحكم أن العمل يقوم على طاقم سعودي وإنتاج سعودي ويُعرض على قناة سعودية فقد تم التسليط على سلبيات فجة على المجتمع السعودي تحديداً، وأتمنى من الأخوة القائمين على العمل أن يستفيدوا من هذه التجربة وألا يتوقفوا ويبدؤوا بالتخطيط لعمل مسلسل درامي جميل وأن تتم معالجة أخطاء المجتمع بأسلوب درامي مهذب وراقٍ وبنّاء والابتعاد كلياً عن الإثارة التي تبحث عن المشاهد والمعلن على حساب رسالة الدراما. دعاية مجانية وقال الكاتب محمد السحيمي: قرار الإيقاف لم يكن مجدياً وأنا شخصياً ضد هذا الإيقاف بأي شكل ولأي سبب، رغم أنني كتبت عن رأيي الفني أكثر من مرة، فالمسلسل درامياً لا يمكن أن نصنّفه على أنه دراما، مع هذا الهبوط والسقوط الفني ومع ما يقال عن السقوط الأخلاقي، وللأسف فإن المسلسل عرض بصورة سيئة فنياً.. وأكد بأنه ضد قرار الإيقاف والسبب أن قرار الإيقاف هو دعاية للمسلسل وهو بضاعة رديئة فمن لم يشاهد هذا المسلسل فسيبحث عنه من جهات أخرى وأصبح دعاية مجانية له، وكان الأولى بما أن القناة بدأت بعرضه، كان يجب أن يستمر إلى أن ينتهي وسينتهي بنهاية الحلقة الأخيرة وينساه الناس، ولكن الآن أُثير حوله ضجة بسبب الإيقاف وسيأخذ أكثر من حقه كدعاية مجانية. وأشار إلى أنه كان يجب على القنوات الأخرى مع المطالبة بإيقاف المسلسل أن تفتح باباً للحوار مع المسؤولين على المسلسل ونقل وجهة نظر المجتمع السعودي لهم، لكن بعد هذا الإيقاف سيشاهده من كان يسمع به فقط. 200 حلقة الجدير بالذكر أن مسلسل “أيام السراب” استمر تصويره قرابة الخمسة أشهر ويتكوّن من ثمانية الآف مشهد تمت في درة الرياض وفي جدة ولبنان، وهو مسلسل يتكون من 200 حلقة متصلة بأحداث متواصلة، مدة كل حلقة 45 دقيقة، على غرار المسلسلات المكسيكية والأرجنتينية، بمشاركة 180 ممثلا وممثلة من منطقة الخليج، وكان من المفترض أن يُعرض على مدار سنة كاملة ابتداءً من 19 ديسمبر الماضي ولكنه أُوقف، وتعاقب على كتابة حلقات المسلسل كل من رانيا بيطار وطالب الدوس ومعصومة المطاوعة ونور شيشكلي ومن إخراج سائد بشير الهواري. وتدور قصة المسلسل حول أسرة سعودية تفقد عائلها وتمر بمشاكل وأحداث تتشابك وتتعقد فتتم معالجتها شيئاً فشيئاً بطريقة درامية يأتي في مقدمتها المعاناة الأسرية. ويشارك في العمل كل من الفنانين والفنانات جعفر الغريب وماجد العبيد وتركي اليوسف وقحطان القحطاني وعبدالعزيز السكيرين وطلال السدر ومحمد بكر وأيمن المديفر وفيصل العيسى ومحمد المنصور وأحمد العليان وعبدالرحمن الرقراق ونايف خلف وفخرية خميس وهدى الخطيب وإبراهيم الزدجالي وميار الببلاوي وإلهام الرشيدي وزهرة عرفات وزهور حسين ومونيا وفاء البلوشي وميسون وسناء ابراهيم وناجية الربيع وشهد ومسك وشوق وهند محمد والعنود حسين ومرام عبدالعزيز وعبدالله بازرعة.