تلك كانت نصيحة سماحة مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ، وذلك في افتتاح ندوة علمية عن الحسبة وعناية المملكة بها، كما أوصى سماحته أهل الحسبة أن يغيّروا المنكر، من غير تشهير ولا تشنيع، وأن يلزموا الصبر في أعمالهم. لقد تقبّل معالي الشيخ عبدالله الحميّن، الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه النصيحة قبولاًَ حسنًا، واعتبرها عتابًا أبويًّا، وهي نصيحة توضّح في واقع الأمر شروط القيام بالحسبة وأخلاقياتها، كما نصّت عليها الشريعة الغرّاء، وإنا لنرجو أن تختفي على صعيد الواقع، وبالتالي من صفحات الصحف بعض المخالفات والأخطاء، التي تقع من بعض أفراد الهيئة، لتكون أعمالها عنوانًا للرحمة والصبر، والحرص على ستر الناس خاصة العائلات، والتعامل معهم بما أدّب به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم المؤمنين رجالاً ونساءً. *** في هذه الندوة سالفة الذكر، أكد بعض المشاركين من الباحثين، الحاجة إلى سن نظام جديد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يواكب التطورات الاجتماعية والاقتصادية والدولية، التي شملت المجتمع السعودي خلال الأربعة عقود الماضية، عندما تم إصدار نظام الهيئة المطبّق حاليًّا، وذلك في ضوء الاستفادة من مقترحات الباحثين والدارسين، خاصة وأن الهيئة كما صرح الرئيس العام، قد أنهت خطة إستراتيجية للعشرين عامًا المقبلة، تستهدف التغيير الشامل، مع المحافظة على الثوابت التي قامت عليها الدولة السعودية، كما أكد معاليه استفادة الهيئة من النهج التكاملي بين مؤسسات الدولة، لتطوير العمل الميداني، والشراكات مع الجامعات، وإنشاء الكراسي البحثية، ومنها كرسي الملك عبدالله للحسبة وأسسها المعاصرة بجامعة الملك سعود، وكرسي الأمير سلطان لأبحاث الشباب بجامعة الملك عبدالعزيز، وكرسي الأمير نايف لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكرسي الأمير سلمان لإعداد المحتسب بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض. إن جهودًا ضخمة تبذلها الهيئة دون شك، للإصلاح والتحديث والتوعية لكل جوانب عملها، والتدريب لكل كوادرها، وهي جهود ستؤتي ثمارها الطيبة في الحاضر والمستقبل سواء.