قال الضَمِير المُتَكَلِّم: المواطن المهزوم قال لأولاده وهم قادمون: أنا مريض جداً؛ ولكن سوف أكمل لكم مسلسل هزائمي: يا أعزائي من هزائمي التي لا ولن أنساها أن بعض الأنظمة والقوانين في وطني تبيع المواطنين، ولا تحميهم، يا أحبابي لا تتعجبوا الأمثلة كثيرة، حديثة وقديمة؛ فهناك شركات توظيف الأموال والمساهمات التي قبضت من المواطنين المليارات، ثم هكذا في لمحة عين تذوب؛ فأكثر من 50% من تلك المساهمات مازالت معلقة منذ عشرات السنين ولا عزاء للمواطن المسكين؛ أيضاً البنوك بتمويلها وفوائدها الكبيرة جعلت أكثر من 70% من المواطنين أَسْرى لديونها !! القائمة طويلة: سوق الأسهم، وشركات الاتصال، وبرامج القنوات الفضائية؛ بل هناك عمليات نصب علنية؛ تُنفذ أمام نَظَر وسَمْع الجهات المعنية؛ وبعد أن يطير منفذوها بالأموال يأتي التحذير منها، ولعلكم يا أولادي عايشتم قصة (الزئبق ومكائن الخياطة)؛ فحتى الآن لا يعرف مَنْ وراءها ومن أكل أموالها؛ فكل ذلك مجهول والسؤال عنه بدعة !! (المواطن المهزوم بعد أن دخل في نوبة سُعال شديدة) يا أبنائي انتبهوا لما أقول: فهزيمة الفِكْر من أقسى الهزائم؛ وهذا ما أصابني في مَقْتَل؛ فهم في وطني زرعوا في عقلي مذهباً فقهياً واحداً يميل للتشدد في فتواه، ويُحيط المباح بدوائر متعددة من المحرمات؛ بناء على قاعدة سدّ الذرائع؛ حتى لا يتحول المباح إلى محرم أو يكون طريقة له، هكذا نشأت وتربيت لا أعرف إلا هو، ولا علماء عندي إلا علماؤنا؛ ولكن بعد العولمة وثورة الاتصال عرفنا نحن المواطنين ما كان مجهولاً، وأدركنا أن لنا عقولاً؛ ولكن بعد فوات الأوان؛ فعندما اضطروا في وطني لبعض الفتاوى الميسرة؛ قال المجتمع لا، لأنه تربى على الأقوال المتشددة؛ وهنا الخوف على وطني؛ فوصية يا أولادي لا تؤجروا عقولكم لِبَشر؛ فكلٌ يؤخذ من قوله ويُرَدّ عليه إلا صاحب هذا القبر نبينا محمد سَيّد البشر. المواطن المهزوم: اقتربوا يا أولادي؛ إني أحتضر، وموعدي في المستشفى الحكومي مازال يِنْتَظر؛ قولوا لهم أني مُت من التسويف والتأخير، وحتى لو أدركت العملية عندهم فربما قتلني طبيب التخدير؛ وهنا نطق المواطن المهزوم بالشهادة، وسوف يسكن أرضاً يملكها هي قَبْره. ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس: 048427595 aaljamili@yahoo. com