اشتعلت المنافسة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية (شريكي الحكم) فى مصر، ويقومان حاليا بمطاردات مثيرة فى حواري القاهرةوالإسكندرية وأسوان للفوز ب 9 آلاف صوت انتخابي للجالية السودانية والتي تتراوح أعدادها بين نصف المليون والمليون سوداني رغم عدم وجود إحصائيات رسمية للمقيمين في مصر. ورغم انخفاض نسبة التسجيل للمشاركة فى الانتخابات إلا أن المنافسة شرسة بين شريكي الحكم لحسم هذه الأصوات كل لصالحة، ومن المقرر أن تجرى الانتخابات السودانية فى القاهرةوالإسكندرية وأسوان حيث توجد قنصليات سودانية فى هذه المحافظات. وكان كمال حسن رئيس مكتب حزب المؤتمر بالقاهرة قد اعد خطة متكاملة لحسم الأصوات السودانية فى مصر لصالح حزب المؤتمر ويتوقع أن يحصل حزبه على 90% من أصوات السودانيين المسجلين فى كشوف الانتخابات والتى أعدت من قبل المفوضية العليا للانتخابات خلال زيارة وفدها لمصر أثناء فترة التسجيل الانتخابى. في حين يقوم نصر الله كشيب رئيس مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بزيارات ميدانية للسودانيين فى حوارى مدينة نصر وعين شمس والمطرية وامبابة كما أرسل ممثلين للحركة إلى الإسكندرية وأسوان حيث توجد جالية سودانية هناك. وتعود النسبة المتدنية فى التسجيل الانتخابي للجالية السودانية فى مصر إلى عدة أسباب منها أن نسبة كبيرة من الجالية وخاصة ابناء دارفور والجنوب مسجلون فى مفوضية الأممالمتحدة للاجئين وهؤلاء لا يحق لهم التسجيل او المشاركة فى الانتخابات طبقا للقانون علاوة على أن نسبة كبيرة لا تستطيع دفع الرسوم المقررة أو أن البعض لا يحمل أوراقا رسمية ويصعب استخراجها لأنها مكلفة وأخيرا ترى نسبة كبيرة أن الانتخابات غير مجدية ويعتقدون انها لن تجرى بنزاهة وشفافية. وتكشف المطاردات التى تجرى حاليا من قبل شريكى الحكم أهمية المواطن السودانى ويتم السعى نحوه للحصول على صوت يعد سنوات من التجاهل من قبل السلطات السودانية ومن جانب أعضاء السفارة وممثلى الاحزاب السودانية .. يذكر أن الجالية السودانية فى مصر لا يوجد لها إحصاء رسمي يربط تعداد السودانيين فى مصر بالأحداث داخل السودان وأن هناك عامل ارتباط بين تزايد أعداد السودانيين في مصر وبين تزايد الازمات السياسية فى السودان، وكانت اعداد السودانيين فى مصر قد وصلت بعد انقلاب الإنقاذ إلى ما يقرب من ثلاثة ملايين وانخفض هذا العدد مع انخفاض سخونة الأوضاع فى السودان إلا ان الجالية السودانية تتعدد تركيبتها السياسية والاجتماعية بتنوع الألوان والأعراق والديانات واللهجات، وافراد الجالية السودانية تفرقهم أسباب سبل كسب العيش ولكن تجمعهم السياسة، وان السودانى الذى يفترش الشارع عارضاً بضاعة بسيطة والسودانى الذى يدخل فى مشاركة مع مصريين فى مشروعات اقتصادية يجمعهم الاهتمام بالسودان وما يجرى فيه ومن خصائص هذه الجالية أن نسبة عالية منهم يرفضون العمل فى الوظائف ويدركون ازمة البطالة بين المصريين ويحترفون العمل بالتجارة فى الميادين العامة.