حذّر المشرف على كرسي الأمير نايف للأمن الفكري بجامعة الملك سعود الدكتور خالد بن منصور الدريس من خطورة عمل الفئات الضالة والتيارات المنحرفة على شبكة الانترنت، وقال د. الدريس : إن الخطر الأكبر يأتي من عمليات التجنيد الذاتي للشباب من قبل التنظيمات الارهابية على الشبكة العنكبوتية. وهناك حالات ليست بالقليلة رصدت لشباب جندوا عبر النت من خلال دخولهم عبر المواقع المشبوهة أو المنتديات الحوارية أو غرف الدردشة ونحوها، وطالب الدكتور الدريس ببناء إستراتيجية فكرية لحماية المجتمع من التيارات المنحرفة أيًّا كانت. مشدداً على أهمية تعزيز المناعة الفكرية لدى الشباب، الذي يواجه عمليات ما يسمّى ب(قصف العقول) من مصادر متعددة تستهدف التأثير عليه، مشيرًا الى خطورة سهولة انقياد كثير من الشباب للتأثر بأفكار مدمرة، وهذا امر في منتهى الخطورة.. وقال: ليست القضية أن ننفذ ملايين الوسائل الفكرية أو الدعوية، من كتب ومطويات ونشرات واشرطة ومعارض وخطب منبرية وكلمات وعظية، تحذر من الفئة الضالة وتحصن الشباب منها، ولكن الأهم ان نقيس فعاليات هذه الوسائل، ومدى تأثيرها على الجمهور المستهدف، ودرجة التأثير إيجابًا أو سلبًا لنعدل من رسالتنا الموجهة للمستقبل للرسالة. وقال الدريس: إن التطرف الفكري الديني يمتلك جاذبية وإغراء لدى الكثيرين، ويساعد على ذلك الظروف الدولية غير العادلة ممّا يجعل الاستياء والسخط والإحباط يسكن في نفوس الشباب، وقال: إن الصورة الذهنية لمفهوم الأمن الفكري للأسف حتى الآن ليست إيجابية بما يكفي، سواء لدى العامة الذين يعتبرونه قضية خاصة بالدولة، او من جانب بعض المحافظين دينيًّا الذين يرون أن التركيز على مفاهيم الجهاد والولاء والبراء والتكفير يعد تشويهًا لمصطلحات شرعية لمصالح آنية، وأن ذلك يصب في صالح التغريب فيما يظنون، بل وأيضًا لدى بعض الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين الذين يرون أن الأمن الفكري قد يؤدي إلى استبداد وقمع للحريات على أيدي زملاء لهم، ويجب ان نناقش كل هذه التصورات المغلوطة لأن هناك مَن لديه ما يبرر كلامه ومخاوفه، والمطلوب مناقشة تلك التصورات وتوضيح المفاهيم الملتبسة لدى الشرائح المختلفة. وحذّر الدكتور الدريس من غياب الصورة عن المضامين الخاصة بالامن الفكري، مؤكدًا على جاذبية وتأثير ثقافة الصورة في تعزيز الامن الفكري، وقد أظهر استفتاء على ثلاثة آلاف شخص أكد 63% منهم على اهمية الصورة في الامن الفكري، وقال: للاسف ليس لدينا وسائل تخاطب الناس مستخدمة الصورة، ولازلنا اسرى الكتب والمطويات والبروشورات، أمّا ما يبث على مواقع قريبة من “القاعدة” وجماعات الارهاب فنجد كيف يستخدمون الصورة المتحركة في التجنيد ونشر افكارهم الارهابية عن طريق الاستمالة العاطفية وتوظيفها توظيفًا يحرك المشاعر بما يخدم أهدافهم الشريرة.