للإعلام المقروء دور فاعل ومهم لمحاربة الأفكار المنحرفة، وهو يشكل جانبا مهما من رسالة الإعلام الموضوعية لاسيما في تجديد لغة الخطاب الإعلامي وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة للجهاد ودحض كل ما من شأنه التشجيع على الانحراف والغلو والتطرف والإرهاب. وقد أكد رئس تحرير جريدة المدينة الدكتور فهد آل عقران أن مايضطلع به الإعلام دور خطير يشير إلى حجم ما يتعرض له الإعلاميون من مطالبات في إجلاء الصورة الحقيقية لعملهم الصحفي على مستوى الأحداث لاسيما ما يدور حول الإرهاب ونقل معطياته بطريقة لا يكون لها تأثير على مجريات التحقيقات الأمنية. مشيرا آل عقران الى أن من يصف دور الإعلام بالسلبي أمام قضية الإرهاب فهو مخطئ ويجحد دوره الفعلي. فنحن وصلنا لمرحلة أصبح فيها الإعلام وحده القادر على توضيح الكثير من الحقائق التي يجهلها الكثير وكانت غائبة عن الساحة فالإعلام المقروء ساهم بشكل كبير في تفعيل الحملات الوطنية ضد الإرهاب وكان دوره بالغ التأثير في توجهات المجتمع واتجاهاته وصياغة مواقفه حتى انه بات يشكل قوة ضغط على الإرهابيين والوقوف بوجههم ومحاربتهم وإفشال الكثير من مخططاتهم بعد إسقاط زيفهم أمام المواطن العادي. وأوضح ال عقران أن المملكة العربية السعودية تسعى بموجب تعاليم الدين الإسلامي إلى مكافحة الإرهاب على الصعيد الداخلي والخارجي لا سيما بعد ما تعرضت له الولاياتالمتحدة من تداعيات الهجمات الإرهابية التي شهدتها عقب تفجيرات 11 سبتمبر وتعرضها إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين فكان دور الإعلام العربي كبيرا في التصدي لظاهرة الإرهاب وبذل جهود متواصلة لإصلاح ما يمكن إصلاحه او تبرئة ساحة المتدينين من آثار الصور السوداء التي رسمها الإرهاب لهم ، وقد نوقشت - قبل سنوات - مذكرة قدمتها وزارة الإعلام السعودية حول دور الإعلام في مكافحة الإرهاب. في اجتماع مجلس التعاون الخليجي لتحسين صورة المسلمين التي شوهت بفعل الإرهاب لافتا الى أن هناك تعاونا بين وسائل الإعلام والجهات الأمنية في مواجهة الإرهاب. فمن خلال اللقاءات مع اسر الإرهابيين ومتابعة الأحداث الميدانية للصحفيين تكشفت معلومات هامة أوصل بعضها الجهات الأمنية إلى كشف أعضاء لخلايا إرهابية وانتحاريين. وهذا يؤكد أن دور الإعلام واضح وجريء في نقل بيانات الحدث مهما كان حجمه خاصة مع الاهتمام بتدريب كوادر إعلامية متخصّصة تكلف بمتابعة قضايا الإرهاب وطرحها بشفافية عبر الإعلام المقروء الذي بات يشد انتباه القارئ أكثر من القنوات الأخرى لتناوله التقارير الصحفية الهامة والمثيرة البعيدة عن الاستفزاز. إضافة إلى عرض التحليلات الفكرية والمقالات التي تشرح ظاهرة الإرهاب بإنسانية مؤثرة وبذلك استطاعت أن تستميل عواطف المواطنين للوقوف في وجه الإرهاب في صورة واضحة ومستنكرة. - وفي هذا الجانب قال رئيس تحرير جريدة الوطن جمال خاشقجي إن ما من جهة بعد الأمن السعودي، جاهدت وناضلت وقامت بدورها في الصد وفضح الإرهاب قدر الإعلام السعودي، صحافة ورأيا.. وعليكم أن تستمعوا إلى ما يقوله الناس في مجالسهم عن أخبار الإرهاب، وعن موقفهم من الإرهاب، وعن ضيقهم بالمتطرفين وآرائهم وجهلهم، ستجدون أن مصدرهم هو وسائل الإعلام المقروء منه والمرئي وأن الإعلام قد شكل موقفاً وطنياً، وتضامن وعكس رأي الدولة وشرح موقف المسؤولين ودعم أقوالهم وبحث عن الحقائق، لم يداهن، أو يبرر، أو يبحث لهؤلاء عن عذر. والبعض يقول إن الإعلام استفز الصالحين بطرحه وانتقاده وانفتاحه والزعم بليبراليته فهذا تكسب رخيص من الإرهاب، وموقف غير وطني. البعض لا يمارس الإرهاب، ويعلن رفضه له ، ولكن يريدون التكسب منه بتوظيفه في خدمه أهدافهم ضيقة الأفق في تعطيل النهضة، والانفتاح الذي تعيشه البلاد. هؤلاء لا يعيشون إلا في ظل "الرأي الواحد" فأي انتقادات لرأيهم الواحد يقولون انه تعد على الدين واستفزاز للصالحين بينما الصالحون هم عموم الشعب والقيادة وليس فئة واحدة من المجتمع. وهؤلاء يخشون الإصلاح فيزعمون أن إصلاح القضاء أو التعليم، إنما هو تغريب له. ويخشون الحرية فيزعمون أنها "تفلت" بينما هي أصل من أصول الدين. وهؤلاء ينفون عن الدولة "الكفاءة" والقدرة على حماية الدين فجعلوا حماية الدين مسؤولية المحتسبين المستقلين الذين "أغاظهم الإعلام المتفلت"، وكأنما الإعلام ليس إعلام الدولة فزعموا أنهم إنما يثورون ويعارضون ويرفعون الصوت لحماية جناب الدين وكأنما الدولة مقصرة في ذلك، بينما دولتنا دولة دين وشريعة وحياة. ليت العلماء وطلبة العلم وخطباء المساجد انبروا للإرهاب والداعين له والفارشين له طريقاً، والممهدين له عقولاً والمبررين له فعلاً، فيتحالفون مع الدولة والإعلام في جبهة واحدة لا تنابذ فيها ولا اختلاف، لنختلف على كل شيء إلا أن يشهر شاب سعودي سلاحه على وطنه وأخيه المواطن، هنا لا مجال لتسامح أو تبرير أو أعذار. حتى الآن لم يدعُ مفتٍ أو مفتون أو علماء إلى مؤتمر جامع مانع، يدعو لمناقشة اخطر أسلحة القاعدة واكبر اختراق في فقه الإسلام السني المعتدل الوسطي، وهو "العمل الانتحاري" وإجازته رغم أن علماءنا منذ زمن سماحة المفتي بن باز إلى المفتي الحالي حرموا هذا العمل وعدوه انتحاراً ومن الكبائر، ولكن الرسالة يجب أن تكون أقوى وأصدح، وأن يجمع عليها كبار العلماء وصغارهم. ولو انتزعنا هذا السلاح من القاعدة لفقدت أعز ما تملك، ولأعدنا حجراً هاما اقتلعوه من جدار الفقه الإسلامي، فأحدث ثغرة تسلل منها دعاة إلى جهنم، بينما نحن ننظر إليهم. وأوضح أن الثغرة الثانية والتي اخترقت بها القاعدة عقول الشباب هي "التكفير" فأين فعل العلماء لسد هذه الثغرة؟. لقد نظرت في أهداف المؤتمر المبارك الذي يعقد في رحاب بلدي المدينةالمنورة ، فلم أجد هذين الموضوعين الرئيسيين الذي بدونهما لن ننتصر على الإرهاب والقاعدة قبل تفكيكهما، وهما "تحريم العمل الانتحاري" و "مواجهة التكفير" فتعجبت ، كل ما أراه هي عموميات ، بينما واجبنا أن نضع الإصبع على مكان الجرح. مؤكدا خاشقجي بقوله نحن في الإعلام نحارب وحدنا بظهور مكشوفة نتلقى السهام من إخواننا، بينما نجتهد لسد هاتين الثغرتين ولن يكتمل عملنا إلا إذا ساندنا فيه العلماء وطلبة العلم، فهم الأقدر والأحق وأصحاب الحجة والعلم والأعرف بالدين من كتاب ومثقفين ورجال الإعلام. - فيما أوضح رئيس تحرير جريدة البلاد علي محمد الحسون إن للإعلام المقروء دورا فاعلا في محاربة الأفكار المنحرفة وقد قام الإعلام "الصحفي" بذلك الدور حسب ما توفر لديه من معلومات ولا يمكن أن يقصر في هذا الدور، لكن قد يكون هناك تفاوت بين صحيفة وأخرى في ملاحقة هذا النوع من التغطيات، فالإرهاب آفة خطيرة قد تقوض المجتمع إذا لم يوضع حد لها، والإعلام يقوم بواجبه وإن كان المؤمل منه التكثيف في فضح هذا الإرهاب وفضح الداعمين له والمبسطين لنتائجه هذا ما ينقص الإعلام المقروء وغير المقروء وهو كشف أولئك الداعمين له وبالاسم. كما أن الإعلام قام بدور – فضح – فيه هذا الداء الإرهابي حتى أصبح الإعلام مكان تهديد للإرهابيين وذلك لشعورهم بالخطر الذي كان يشكله الإعلام ضدهم وضد أفكارهم فليس هناك سلبية أبدا بدليل انه لا يوجد مقالات أو موضوع منشور شد من أزر أولئك الإرهابيين على الصفحات المقروءة. مما يجعل اتهام الإعلام – المقروء – بالسلبية فيه إجحاف كبير. ولو تابعتم الندوات والتحقيقات التي نشرت في الصحافة في كشف هذا "الإرهاب" لما طرح هذا السؤال، مشيرا الى أن طبيعة الخبر الإرهابي مثير في حد ذاته يكفي أن نقول شخص ما – يفجر نفسه ويقتل ويصيب العشرات هل هذا الخبر لا يستحق الإثارة، بالعكس عقدت ندوات علمية ونشرت في الصحف وناقشت قضية المقالات التي كتبت في ذلك. والعودة لما نشرته الصحف تؤكد أنها قامت بدور فعال في مكافحة الإرهاب. - أما رئيس تحرير صحيفة اليوم الأستاذ محمد الوعيل أكد أن الإعلام في مستوى المسؤولية والمهنية وأنا هنا أتحدث عن الإعلام المقروء. كما أن التنسيق بين الأجهزة الأمنية والإعلام من خلال الناطق الرسمي أعطى لمثل هذه الأخبار مصداقية ، لاسيما وأن المتحدث يعطى كل جريدة حقها في السؤال وهذا مهم. ولا أقول هنا أن الصحافة السعودية أعطت كل شيء ولكن كان إسهامها لا بأس فيه.