وصف صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية العمل الدبلوماسي بالجهاد في سبيل الله، مضيفا بأن الدبلوماسية تواجه صعوبات جمة، وقال سموه خلال اللقاء الذي عقد بوزارة الخارجية صباح أمس ونظمه مركز المعلومات والدراسات بالوزارة: إن إسرائيل نجحت في خططها والعرب لا زالوا يتخبطون ودعا العرب للتعامل مع الوضع الذي وصل إليه أوباما ورئيس وزراء إسرائيل نتنياهو والاستفادة من موقف الرئيس الامريكى لخدمة قضايا العرب. وحول مصافحته لنائب وزير الخارجية الإسرائيلي أكد الأمير تركي الفيصل أن المصافحة كانت بطلب من نائب وزير الخارجية الإسرائيلي أساسا خلال مؤتمر الأمن الذي شارك فيه، وشرح سموه لنائب الوزير بأنه ليس ممثلا للحكومة السعودية وقال سموه إنه ينصح كل الدبلوماسيين السعوديين بعدم مصافحة أي مسؤول إسرائيلي " . وانتقد سموه خلال اللقاء العقلية الأمريكية بقوله: " الأمريكيون أنفسهم لا يعرفون عقليتهم وهذه إحدى المصاعب في التعامل معهم، ويصعب على الإنسان أن يضعها في بوتقة واحدة "، مضيفا أن التعامل مع الأمريكيين يشبع غريزة حب الاستطلاع وحول نقاط التشابه والاختلاف بين العمل الاستخباراتي والدبلوماسي بين سموه أن الاختلاف الوحيد بينهما هو أن العمل الدبلوماسي يضع الشخصية دائما في الواجهة و تحت المجهر، على عكس العمل الاستخباراتي الذي يكمن في الخفاء والسعي في أن تبقى الاتصالات في طيّ الكتمان .وعن موقع المرأة السعودية في العمل الدبلوماسي وما هي النصيحة التي يقدمها لها، قال: " أنا مؤمن بأن المرأة شريكة الرجل في خدمة مليكها ووطنها وهي قناعة شخصية، ولا يمكن أن نمضي قدماً في المجتمع إلا من خلال القوة بين الرجل والمرأة وتحمّل المسؤولية ويتوجب على المرأة تقديم الخدمة الأساسية لخدمة المجتمع ". وحول أهم التحديات التي تواجهها المملكة وتجربة سموه حول العلاقات بين المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية خاصة بعد أحداث (11) سبتمبر، أوضح سموه أن التحدي المستديم الذي واجهه هو قلة معرفة الشعوب الأخرى بالمملكة وأشار إلى أنه كان “حويطاً “بعد تعيينه سفيراً للمملكة بأمريكا مبينا أن تسلمه للمنصب بعد زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للولايات المتحدة مرتين واجتماعه مع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وتم تصحيح المسار بين القيادتين حيث أن أحداث 11 سبتمبر سببت شرخاً في الثقة بين القيادتين قبل أحداث الشرخ بين الشعبين، مؤكدا أن دخول الشك والريبة في التعامل بين الطرفين وإقناع الملك عبدالله للرئيس جورج بوش بتخطي هذه الأزمة سهل الكثير من أعماله كسفير للمملكة هناك وحول مدى تحقيق تغيير فعلي في ميزان القوى بالشرق الأوسط فى عهد إدارة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، قال سموه: " إن المؤثر في العلاقة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل ، هو إسرائيل نفسها ويرجع ذلك للإرث الحميم بين البلدين على مستوى الحكومات حيث لم يأت هذا من فراغ و إنما عبر مجهود ونشاطات استطاعت إسرائيل من خلالها التأثير على المجتمع الأمريكي منذ العدوان الثلاثي حيث سعت بكل الوسائل المتاحة وغير المتاحة لتوسيع نفوذها في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ونحن العرب عندما كنا 7 دول ذهبنا إلى الأممالمتحدة في ذلك الوقت واتفقنا على وضع برنامج مشترك لمواجهة العدو الصهيوني ليس في الولاياتالمتحدةالأمريكية فقط بل على الصعيد العالمي ولا زلنا مستمرين منذ العام 1948م وحتى الآن ولا يزال لدينا برنامج مشترك و نحن الآن 22 دولة عربية وهذا هو العجز الأساسي الذي جعل إسرائيل تتفوق حيث أنهم وضعوا خططا ساروا عليها و نحن ما زلنا نتخبط !!".