فترة الخطوبة مليئة بالأحلام الوردية التي تفوق في توقعاتها مقدرة الوفاء بتلك الأحلام، فهي في واقعها أحلام ما تلبث أن تصطدم بالواقع، فتصبح صدمة نفسية نتيجة عدم القدرة على تحقيقها، وهنا يتوجب على الزوجين فهم الإستراتيجيات النفسية والسلوكية للبناء النفسي والسلوكي في حياتهما الزوجية، والذي يشمل ما جاء به كتاب الله سبحانه، وسنة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام، فتلك الإستراتيجيات تعتبر أيضًا وقائية من حدوث الخلافات، وتقليص حالات الطلاق.وحرصًا على الجوانب النفسية في الحياة الزوجية، ننصح بعدم المبالغة في تلك الأحلام، وأن تكون فترة الخطوبة مبنية على اسس اكثر واقعية تتماشى مع النظرة الشمولية لمفهوم الزواج، فالمودة والرحمة من الاركان الاساسية التي تقوم عليها حياة الاسرة، ونلاحظ ان بعض المتزوجين الذين يعيشون أحلامًا خيالية لا يستطيعون التعايش مع الواقع لعدم القدرة على تحقيق ذلك، فكل منهما ينتظر من الاخر تقديم ما وعد به، وما يفوق طاقته، فينتج عن ذلك إحباط في الروح المعنوية، ونتيجة لذلك يأتي الفتور في استمرار الحياة الاسرية ونتيجة لذلك يأتي الفتور في استمرار الزواج ونتيجة الفتور يأتي الاهمال والتساهل في اداء الحقوق والواجبات المشروعة بين الزوجين، ثم بعد ذلك تأتي الانفعالات الوجدانية كالغضب الذي سرعان ما ينفجر فيتحوّل الى مشادة كلامية يصعب فيها التحكم بالمخارج اللفظية، فكل منهما يريد الانتصار لنفسه، ويخشى الانهزام، وهنا قد يفقد الزوج الصبر ويلجأ الى استخدام لغة الجسد، فينتج عن ذلك العنف النفسجسماني، وربما يكون الطلاق في نهاية الامر هو السلاح الذي يستخدمه الزوج كنوع من حالات الانتصار، وهو في الحقيقة حالة انكسار ناتجة عن فشل لغة الحوار.