في خيمة بالية تتلاعب بها الريح ويملأ الغبار أرجاءها يعيش العم "سلطان" بعد أن ترك ملذات الدنيا وانكفأ على نفسه مفضلا الخروج الى المجهول بحثا عن راحة البال - على حد قوله -. سألناه: اين اهلك وأولادك وأقاربك؟ ، فالتفت الينا وعيناه تملأهما الدموع قائلا "الدنيا اليوم ياولدي مافيها خير" ، وبين انه لم يتزوج في يوم من الايام كونه يعاني من شلل نصفي اصابه بالعجز بعد ان عانى من جلطة في الدماغ، وأصبح بحاجة الى من يساعده في صرف مبلغ الضمان الاجتماعي كل شهر ، حيث انه لايستطيع الحركة بشكل طبيعي. واشار الى قطة كانت تقفز هنا وهناك اثناء حديثنا معه داخل الخيمة، وقال : “هي من يؤنس وحدتي”، مبينا انه يسكن هذه الخيمه منذ أكثر من 15 عاما تقريبا، ويتنقل بها من موقع الى آخر حتى الوصول الى موقع يستطيع الحصول فيه على الراحة بعيدا عن فضول المتطفلين. وشكا العم سلطان من معاناته مع المجهولين الذين يدخلون خيمته بلا استئذان ويستولون على ما لديه من اكل وشرب او مال ، وهو يتطلع إلى تأمين سكن له، مبينا انه ليس حريصا على السكن في دار المسنين التابع للشؤون الاجتماعية لأنه لا يريد الحبس بين اربع جدران - على حد قوله. الغامدي : فريق ثلاثي للتعامل مع الحالة “المدينة” نقلت معاناة العم سلطان إلى مدير الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة بالانابة سعيد الغامدي وسألته عن الاجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات الانسانية، فأوضح انه يتم التعامل معها بارسال فريق ميداني مشكل من الشؤون الاجتماعية والصحة والامارة، ومن خلال النتائج التي ينتهون إليها، يتم تحديد الجهة التي ستسلم الحالة لها. وبين انه في جميع الاحوال يتم التعاطي مع الحالات الانسانية بادخالها فورا في نظام الضمان الاجتماعي وصرف مبلغ 850 ريالا شهريا وفتح ملف بدراسة الحالة وتتبع مسيرتها الاجتماعية، مشددا على ان الشؤون الاجتماعية تحرص على عدم تكاثر مثل هذه الحالات في الشوارع والميادين العامة، وذلك بادخال المسنين الى دور الرعاية واحتضانهم واخضاعهم للعديد من البرامج التأهيلية والصحية والرعاية المستدامة.