كشف مصدر مسؤول في القنصلية الهندية أن انتاج بلاده من الارز البسمتي سيشهد ارتفاعا ملحوظا خلال العام القادم 2011 يفوق انتاج العام الحالي 2010م. وابدى القنصل التجاري الهندي محمد راشد خان تحفظا عن كشف تلك الزيادة بالارقام مكتفيا بالاشارة إلى ارتفاع الانتاج، ولم يحدد الانواع التي سيرتفع انتاجها من الارز البسمتي، مشيرا إلى ان المملكة من الاسواق المهمة لسوق الارز الهندي، وهي مستورد رئيس لتلك السلعة. وكانت تصريحات القنصل التجاري على هامش فعاليات معرض كتالوج الذي اقيم في الغرفة التجارية الصناعية بجدة،وشاركت فيه مجموعة من الشركات الهندية التي تعرض سلعا من مختلف الانواع. من جهتهم نفى مستوردون سعوديون أن يكون هناك ارتفاع في انتاج الارز البسمتي الهندي خلال 2010عن 2009م ب 8 ملايين طن وهي الكمية التي تراجع انتاج الهند فيها من الارز عن 90 مليونا خلال 2009 إذ إن الكمية 8 ملايين طن المذكرة لعودة الانتاج إلى ما كان عليه تعتبر كبيرة على حد وصفهم . واكد مدير المبيعات في شركة المهيدب بدر العوجان عدم دقة ما ذكره القنصل الهندي مشيرا إلى أن إنتاج 2009 كان 90 مليون طن إنتاج العام الجاري فيما وصل إنتاج 2010م إلى 82 مليون طن بنقص 8 ملايين طن عن العام الماضي وفق تقارير ذكرها العوجان . وأضاف: إن السوق الهندي اختلف خلال العامين الماضيين عن قبل خمس سنين مضت كان فيها السوق للمشتري، وباستطاعته التحكم فيه لمصلحته فيما أصبح خلال السنتين الأخيرتين سوقا للبائع الهندي يتحكم فيه وفق معطيات استجدت أدت لحدوث هذه التطورات الأخيرة ، وأوضح أن الوضع في الهند اختلف لصالح الوسطاء الهنود الذي اصبح لهم الحرية بعد أن بدأت البنوك تقدم تسهيلات في إعطاء القروض بنسبة مرتفعة مما أراح الوسيط بحيث يكون لديه المقدرة لشراء الأرز وتخزينه وعرضه في السوق الدولي دون عجلة او خسارة وهذا الأمر أعطى فرصة للتاجر الهندي لكي يأخذ وقته قبل البيع وعرض البضاعة فيما كان التاجر في السابق مضطر أن يبيع ليسدد القروض نتيجة التضييق من البنك للتمويل وبالتالي يبيع وفق ما يراه المشتري مناسبا له بما كان يتفاوض عليه المستورد الخليجي . وأضاف: أن السوق الآن أصبح فيه اكثر من مشتر مع عدم وجود خبرة مقابل التاجر الخليجي ذي الخبرة ، مما جعل خيار التاجر الهندي اوسع وبالتالي اتجه لتفضيل البيع لعديم الخبرة الذي يدفع ويشتري بكثرة وبأسعار اعلى دون مفاوضات وتوقع العوجان ان ترتفع الأسعار خلال منتصف العام القادم دون تحديد نسبة الارتفاع، مشيرا إلى أن هذه التوقعات يدعمها رفع المملكة لإعانة الأرز ، وستؤدي إلى ارتفاع الأسعار خلال السنة القادمة. وأشار أنهم كتجار سيعملون بالتنسيق مع وزارة التجارة للحد من استيراد الأرز وفق آلية محددة بين معظم التجار للعمل على الحد من الارتفاع الذي قد يحدث . من جانبه أشار يوسف نورولي مستورد الأرز إلى أن حديث القنصل صحيح بدلالة كثرة التجار الذي ياتوا ليعرضوا الأرز البسمتي الهندي رغم الركود الذي أصاب الأرز خلال هذه الفترة متوقعا ان تنخفض بعض الأنواع جزئيا إذا استمر الركود مع نقص الطلب وزيادة العرض في السوق المحلي . وأشار إلى أن العام القادم سيكون مجهولا بالنسبة لهم كتجار خاصة بعد إزالة الإعانة المالية للأرز من قبل وزارة التجارة والتطورات المختلفة في سوق الهند ودخول إيران مشيرا إلى ان من السابق لأوانه تخمين وجود ارتفاع من عدمه . من جانبه أشار منار بارودي «مستورد» إلى أن التطورات الأخيرة جعلت موردي الأرز يتحسبون لما سيحدث في الهند التي بدأت تتجه اتجاهات محددة إلى إيران في الإنتاج والتسويق والارتفاع ، في مقابل تقليل كميات الأرز البسمتي الذي يستهلك من قبل المملكة والخليج العربي مما أدى إلى ارتفاع أسعاره ، مضيفا أن اتجاه التجار ومزارعي الهند للتركيز على سوق ايران ظهر عقب أن بدأت الأخيرة في سحب كميات كبيرة من الأرز تصل إلى حوالى 850 مليون طن وهي كميات أغرت المزارع الهندي الذي يتوقع الربح غير مدرك لمستقبل إنتاجه الذي قد لا تأخذه إيران مكتفية بما اشترته عن طريق وسطاء من دبي دون بيع مباشر الأمر الذي سيضطر بعده الهنود لعرض هذا النوع من الأرز على مستوردي دول الخليج الذين اكدوا انهم لن يشتروا إلا البسمتي النقي فقط خاصة أن سعر هذه النوعية غالية مقارنة بالنوعيات الأخرى بعد أن انتجها الهنود بملايين الأطنان مؤملين شراءها من إيران . واشار بارودي إلى أن تجار الخليج والمملكة مهما عملوا لن يستطيعوا مجاراة إيران فهي لا تشتري مباشرة ، وتساعد إيران في ارتفاع أسعار الأرز ، وهنا أوضح بارودي إلى أن حمى الأرز البسمتي من الارتفاع الكبير خلال الشهور الماضية وهو مخزون الأرز في المملكة لدى جميع المستوردين إلا أنه أستدرك قائلا إن هذا المخزون سيتناقص خلال الشهور القادمة إلى منتصف العام القادم حينها سيكون لزاما على التجار في المملكة شراء الأرز البسمتي الذي انخفضت الكميات المزروعة منه خلال الفترة الماضية مع ارتفاع في سعرها ، مضيفا أن المستوردين في المملكة سيعملون على مفاوضة الهندي ولن يقبلوا من الهنود سياسة الأمر الواقع ،وتوقع بارودي ارتفاع الأسعار خلال العام القادم مع بداية شهري إبريل ومايو بنسب أعلى دون ان يحدد ، مشيرا إلى أن الركود بدأ يطغى على سوق الأرز خلال الفترة الجارية بأسعار ثابتة دون ارتفاع او انخفاض في السوق السعودي .