مازالت تحمل ملامح الطفولة الجذابة، فابتسامتها تسبق كلماتها، ونجحت في ابتكار أسلوب التعليم الجامعي بالترفيه داخل محاضراتها، وتولت منصب أول مديرة مدرسة سعودية في بريطانيا أثناء بعثتها إلى هناك فكانت من أوائل المبتعثات من خلال برنامج خادم الحرمين للابتعاث.. إنها الدكتورة منال بنت إبراهيم مديني، التي تحدثت ل«المدينة» عن وأسرتها ودراستها وتجربة الابتعاث والغربة.. تقول الدكتورة منال: درست بجامعة الملك عبدالعزيز قسم دراسات الطفولة، وتخرجت بتقدير امتياز وتعينت معيدة في نفس القسم بعد تخرجي مباشرة، ثم حصلت على أول درجة ماجستير تمنح من القسم بتقدير عام امتياز، ثم ابتثعت لإكمال درجة الدكتوراه من بريطانيا في نفس التخصص. قرار صعب وكان قرار أن الابتعاث من أصعب القرارات التي اتخذتها، فقبل أن اتخذه ترددت كثيرا لأني سأعيش فترة بعيدة عن وطني وأهلي إضافة إلى مسؤولية أولادي حيث كانوا في مراحل دراسية مختلفة، ولكن دعم زوجي لي ووقوفه بجانبي أزاح الخوف وجعلني أوافق على السفر لإكمال دراستي فكنت من أوائل المبتعثات. وعن كيفية اختيارها مديرة مدرسة تقول مديني: خلال دراستي بجامعة “إيست انجليا”، كنت حريصة على أن استغل جل وقتي في المعرفة والاطلاع خاصة على المناهج ومتابعة مدرسة أبنائي التابعة للملحقية وحضور الاجتماعات وتبادل الأفكار والآراء كذلك التواصل مع الأهالي سواء العوائل السعودية أو العربية التي ألحقت أبناءها بالمدرسة لأجد بعد فترة إنهم يرشحوني لأدير المدرسة، وبالأصح المجمع المدرسي بمدينة نورج البريطانية، لأنه حوى عددا من المدارس لمختلف المراحل بعد موافقة الملحقية هناك لأتولى مهام عملي وأنا جدا سعيدة بخوض تجربة مثل تلك إضافة إلى أن تخصصي دراسات طفولة ساعدني في فهم عقلية الأطفال وكيفية التعامل معهم محاولة دمج بعض الأفكار التطويرية من المنهج البريطاني لداخل المجمع خاصة التعليم بالترفية كي لا يشعر الطالب أو الطالبة بملل الدراسة وعبء المنهج إضافة إلى البرامج الترفيهية واللا منهجية مع مراعاة نفسية الطلاب والتي حرصت عليها هناك. صورة نمطية وعن نظرة المجتمع الغربي للمرأة المسلمة تقول د.منال: أنها تنطلق من الصورة النمطية على افتراض بأنه تنقصها الكثير من الحقوق، والحقيقة أنني كنت ولازلت أشعر بأن علينا دور كبير في عكس صورة ايجابية وكنت أشعر دائما بأن أي تصرف أقوم به هو مسؤولية كبيرة ومهمة في ترك انطباع لدى الآخرين. وكنت من خلال تعاملي مع زميلاتي في الجامعة أو الجيران لا أمانع بالرد على الأسئلة أو الاستفسارات عن المرأة المسلمة بشكل عام أو المرأة السعودية بشكل خاص، حتى عدت بعد ذلك إلى ارض الوطن أحمل شهادة الدكتوراه عام2005م. وتسترجع الدكتورة مديني أحد المواقف الطريفة لها أثناء إداراتها للمدرسة، فتقول: عند تواصلي مع الزملاء والزميلات هناك عبر البريد الالكتروني كانوا يظنون لفترة إنني رجل وأحمل اسم منال، وذلك لعدم تعودهم أن امرأة وسعودية تدير مجمع مدارس، فكانت تصلني خطابات كثيرة تحمل عبارة “سعادة الأخ منال” وكنت استقبلها بالضحك.