عبرت الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم سمو أمير دولة قطر الشيخ حمد آل ثاني عن سعادتها بما وصلت اليه المرأة السعودية في مجال التعليم وما تبوأته من مناصب رفيعة، وما أثبتته من كفاءة عالية في شتى المجالات، مؤكدة أهمية الحفاظ على اللغة العربية والهوية الخليجية. وقالت: “المملكة عزيزة علينا، وهي ليست مجرد دولة شقيقة لقطر وإنما تربط بينهما الكثير من العلاقات الثقافية والعائلية والتراثية. وجاءت تصريحات الشيخة موزة لدى زيارتها يوم أمس الأول لمقر جامعة عفت بجدة، والتي استهدفت التعرف على طالباتها وماهية الدراسة التي يتلقينها والاطلاع على ابرز التخصصات الموجودة بالجامعة، وما حصلت عليه المرأة السعودية من اهتمام واسع أهلها لدراسة تخصصات جديدة أثبتت فيها قدرتها ونبوغها. وأجابت سموها عن أسئلة واستفسارات الطالبات حول مختلف القضايا التي تهمهن حاضرًا ومستقبلاً، حيث تساءلت طالبة: بصفتك رئيسة لمجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ما هو تقييمك لافضل الأساليب والسياسات لتفعيل دور الدولة والمجتمع المدني في تنمية المجتمعات الخليجية؟ فأجابتها الشيخة موزة: أولاً أنا سعيدة جدًا بوجودي في المملكة وهي عزيزة علينا وليست مجرد دولة شقيقة لقطر، ذلك أنهما يربط بينهما الكثير من العلاقات الثقافية والعائلية والتراثية. كما أشعر بالفخر والسعادة بوجودي في هذا الصرح التربوي والعلمي؛ لأنه أنشئ من قبل سيدة فاضلة (الملكة عفت) سبقت عصرها بعدة عقود، واستشعرت دور المرأة، ليس فقط في المملكة وإنما في المنطقة العربية جميعها في فترة لم تأخذ المرأة حقها في الاعتراف بها وبدورها وإمكانياتها وقدراتها، فتحية لهذه المرأة التي استمددنا منها روح ومصدر الالهام والتخيل والايمان بما بذلته من جهود لتفعيل دور المرأة السعودية. وأضافت: “القطاع الخاص له دور اساسى في تنمية المجتمعات، ولا شك ان الحكومات لها دور في تنمية الانسان وعليه كان تأسيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وقد شهدت المجتمعات المتطورة والمتحضرة عامة والمجتمعات الاسلامية خاصة، الكثير من المشاريع الثقافية والعلمية والفكرية والاجتماعية. وتساءلت طالبة عن الفرق بين التعليم العالي في قطر والمملكة فأجابت سموها: عقب زيارتي لعدة مؤسسات تعليمية جامعية ذهلت بما رأيت ليس فقط من حيث البرامج الأكاديمية وإنما القوى البشرية باعتبارها أهم عناصر التعليم الجامعي، فكلما كان الاستثمار بعيدًا عن العنصر البشري فهو غير مجدٍ، وهناك تشابه كبير بين التعليم العالي في بلدينا، حيث التركيز على البحث العلمي الذي يعتبر عنصرًا اساسيًّا لتطوير وانتاج المعرفة، وقد لفت نظري اهتمام حرم خادم الحرمين الشريفين بالبحث العلمي”، مشيرة إلى أن سمو الأمير خصص 2.8 من الناتج القومي في قطر للبحث العلمي لأهميته في العملية التربوية. وأكدت سمو الشيخة موزة على أهمية اللغة العربية كعنصر اساسي وهام في تعزيز الهويات الخليجية والعربية، حيث إن من التحديات التي تواجهها قطر ضعف وضياع اللغة العربية، معربة عن سعادتها بتوجيه خادم الحرمين الشريفين بوجود مركز للغة العربية وتعليم المصطلحات وهو ما له أهمية كبرى في درء أي خطر على لغتنا. وطالبت بضرورة الحفاظ على اللغة العربية وطلاقة الحوار، مشيرة إلى ان الشباب السعودي متميز عن غيره من شباب الخليج في هذا الجانب. وكان في استقبال سمو الشيخة موزة لدى وصولها إلى جامعة عفت صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة الفيصل رئيس صندوق عفت وعضو مجلس أمناء الجامعة، وصاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على الجامعة، وعدد من صاحبات السمو الملكي الأميرات وطالبات جامعة عفت وبعض الجامعات الأهلية الأخرى. ورحبت الأميرة لولوة الفيصل بسمو الشيخة موزة مؤكدة أهمية زيارتها التاريخية للجامعة قائلة: “اسمحوا لي باسمكم جميعًا وبالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن مجلس أمناء جامعة عفت أن أتقدم إلى صاحبة السمو الشيخة موزة بأحر الشكر والعرفان على تشريفها جامعتنا الفتية بزيارة تعكس ببالغ الفخر والتقدير مدى اهتمامات سموها بالتعليم وبالمواطِن التعليمية كما تترجم زيارتها الغالية عمق العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر الشقيقة والحرص على تطويرها في جميع المجالات. إنها بادرة نثمنها جميعًا لسمو الشيخة موزة لما لها من بالغ الأثر في بناء تواصل فاعل ودعم معنوي خالد لمسيرة جامعة عفت ورائدات الغد. من جانبها أعربت الدكتورة هيفاء رضا جمل الليل رئيسة جامعة عفت عن تقديرها للزيارة الكريمة لسمو الشيخة موزة مبينة أنها تعتبر المثال الحي للريادة النسائية المعاصرة التي لم تتوانَ عن دعم التعليم ومؤسساته على الصعيدين المحلي والدولي ولعل اختيار سموها من بين أهم 100 امرأة قيادية في العالم ومن بين قادة الأعمال ال 25 الأكثر تأثيرًا في منطقة الشرق الأوسط، أكبر دليل على مساهماتها الفاعلة الوطنية والعالمية، فأتت زيارة سموها التاريخية لجامعة عفت لتسجل للجامعة بادرةً جديدةً تضاف إلى إنجازاتها لكون سموها رمزًا رياديًا للقيادةِ النسائيةِ العربيةِ المتميزةِ التي وضَعتْ بصمتها المضيئة ..المشرّفة على خارطة العالم ، فهي رائدة العلم والثقافة رائدة الحوار الفكري والعمل الإنساني.. رائدة التراث وتحالف الحضارات.