ما زالت كارثة السيول والفيضانات التي ضربت جدة مؤخّرًا محورًا لأعمال الفنانين في مختلف ضروب الفن، حيث شارك عدد كبير من الفنانين والفنانات والمواهب في الرسم أمام الجمهور ضمن معرض الكوارث الطبيعية والصناعية بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني. كما أقيم معرض فني شارك فيه عدد من التشكيليين والفوتوغرافيين بحضور كبير من زوّار مركز “رد سي مول” بجدة. وقد أبدى المشرف على الورش والمعرض الفنية الفنان محمد العبلان سعادته بما حققه المعرض والورشة من حضور وتفاعل بقوله: كان هناك إقبالاً كبيرًا على المعرض الذي استمر لمدة ثلاث أيام، كما حظيت الورشة الفنية بمتابعة كبيرة من الجمهور، وأكثر ما أسعدني تفاعل الفئات الخاصة مع الحدث وحضورهم للمناسبة والمشاركة في الورشة. حيث قدم الفنانون العديد من اللوحات عن الكوارث الطبيعية والصناعية، وغلب على كثير من الفنانين التركيز على كارثة سيول جدة سواءً من التشكيليين أو الفوتوغرافيين. فيما تقول الفنانة ليلى جوهر: لقد كشف لنا معرض الكوارث الطبيعية والصناعية بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني ورعاية اللجنة الإعلامية المركزية بالدفاع المدني نزعة وطنية متأصلة، وهمة إنسانية لدى الكثير من الفنانين والفنانات التشكيليين ممن ساهموا في التعبير بما لديهم من أدوات سواء بالفرشاة واللون أو العدسة، وقد قدمت عملاً تحت عنوان “تشويه الواقع” رامزة به إلى مدى تأثر الإنسان وبيئته معًا بفعل المتغيرات الطبيعية من حولنا كالسيول والزلازل والبراكين كأدخنة المصانع وعوادم السيارات والحريق والأبنية العشوائية دون تخطيط، مما أسهم في تفاقم مشاكل مداهمة السيول بالمدن كجدة، كذلك جسّد عملي مدى احتياج الإنسان والطبيعة لبعضهما فهما مكملان لعنصر الحياة ودورتها الطبيعية من خلال الانصهار التام داخل تضاريس وجغرافية المكان بلوحتي. أما الفنانة الفوتوغرافية هند سعد فتقول: تنظيم مديرية الدفاع المدني للمعرض الفوتوغرافي التشكيلي هو من أسس أستراتيجية المبادرات التي يرسمها للتفاعل المستمر فيما بين أنشطة الدفاع المدني والمجتمع.. لذا كنا حاضرين بأعمالنا في المعرض، وشعرنا بالمدى الإيجابي الذي انعكس على هذا التفاعل الناجح بكل المقايس. وقد شاركت بثلاث صور فوتوغرافية، تمثلتا في صورتين لنخلة أجتثت من جذورها وسقطت على جدار وتهدم ما حولها حاملة في طياتها دلالة على قوة كارثة طبيعية؛ لأن النخلة لا تسقط من جذرها في الأحوال العادية بسهولة فهي رمز الثبات والقوة في مجتعنا، والصورة الثالثة لجدارين متتالين أخذت زواية الالتقاط من خلال شرخ هذين الجدارين وأشعة الشمس من خلال هذا الشرخ.