* صباح الاثنين قبل أمس حققت هذه الجريدة وثبتها التطويرية الرائعة، ضمن ديمومة حركتها خلال السنوات الماضية، والوثبة الجديدة حملت كل معاني مفردات الوثبة؛ كونها أتت إلى الأعلى، متقدّمةً خطواتٍ في علم الفن الصحفي.. إخراجًا، وتبويبًا، وصياغةً، ومضمونًا، وصورةً، وألوانًا. * هكذا وثبة لم تأتِ خبط لزق، بل سهر ليل، وتعب أيام، وكرٍ وفرٍ بين الأوراق والأحبار، وأجهزة كمبيوتر، وبرامج النشر الصحفي، قاده بكل اقتدار زميل أعرف أنه لا يود هذا الحديث، هو الشاب المتألّق الدكتور فهد آل عقران رئيس التحرير، مع نخبة من الزملاء الأكفاء: محررين، ومصورين، وفنيين، ومخرجين، وهم بإنتاجهم الرائع هذا يثبتون للكبير والصغير، وللقريب والبعيد أنه متى ما توفرت الإرادة فلا يوجد شيء اسمه مستحيل، وأن العقول المتوثّبة للعُلى لا يعيقها أي عائق، حتّى وإن كان مثل علو وصلابة الجبال. * الوثبة المدينية الحالية بقدر حداثتها وعصريتها، إلاَّ أنّها لم تفارق هويتها الرزينة، ولا تعقّلها الصحفي، ولا مصداقيتها الخبرية، بل أكدت كل ذلك بلغة وشكل عصري لا يتصادم إطلاقًا مع الذوق المجتمعي العام في كل تكويناته الحسيّة، والمعنويّة، والأخلاقيّة، والعرفيّة. وهنا مكمن الإبداع في المظهر الأخير «للمدينة». * واللافت أن هكذا تطوير أتى بهدوء، وبدون ضجيج كما كان يفعل البعض، وكما لايزال آخرون يحملون الطبل والطار والصيجان لأي شيء يعملونه؛ حتّى كأنهم أتوا بما لم يأتِ به الأوائل، أو كأن رأس كليب بين كفوفهم! وهنا مرة أخرى بحسب رؤيتي الشخصية البحتة، يظهر الفرق بين الإنسان المُنتج، ونظيره المهرّج. * إن «المدينة» وهي تقفز وثبتها هذه، تستحق منا الدعاء لكل عامليها بالتوفيق، كما يدعونا ذلك إلى مؤازرتهم كحق وطني، وواجب حتمي لتشجيع كل منجز، ولدفع كل عمل مبدع إلى الأمام، ولتحفيز الكوادر القادرة، والقيادات الشابة الكفؤة للإنجاز والإبداع أكثر فأكثر. فنحن في حاجة إلى خلق نماذج معاصرة من الشباب الجادّين؛ ليكونوا قدوات للأجيال المعاصرة والمستقبلية على مقدرة الشباب على صنع الإنجاز، وتحقيق الإيجابيات. * لي الفخر أن أباهي بزملاء «المدينة» الذين أبدعوا في إخراج هذا المنتج بهكذا صورة، ولي الفخر أن أكون أحد كُتَّاب صحيفة تأبى النعاس، وتئد النوم حتّى وإن أرهقها التعب، وأضناها الهجير. وكما يُقال في الأمثال الشعبية: «الإنسان بأهله»، فأنا أعتزُّ بأن يكون أهلي وأحبتي من مثل العاملين في صحيفة تضع طموحاتها فوق هامات السحب، وتسلم زمامها لأناس يعرفون المعنى الحقيقي للإنجاز، ويحققونه واقعًا دون ضجيج، و “هيصة وزيطة”، وبملء الفم، وقناعة العقل أقول لكلِّ مَن وضع لبنةً في هذا الإنجاز: لك الحق أن تفتخر..!