أقيمت ضمن الندوات الثقافية لمهرجان الجنادرية ندوة «القيم الإنسانية المشتركة لتعايش الشعوب وحوار الثقافات» وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات وأدارها د. عبدالعزيز السويل وكان مقرراً أن يشارك بها ثمانية محاضرين هم: د. بطرس غالي من مصر ود. غسان سلامة ود. طارق متري من لبنان ود. أحمد أوغلو من تركيا ود. أحمد مختار أومبو من السنغال وسيد عطا الله مهاجراني من إيران ود. عبدالله بن بيه من موريتانيا ود. أبو بكر باقادر من السعودية، غير أن الندوة شهدت اعتذارات عدد من المشاركين. وقد ركزت الورقة التي ألقاها سيد عطا الله باللغة الإنجليزية على شرح للقيم المشتركة التي دلت عليها الآية الكريمة ((ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)) حيث أشار إلى أن الآية المذكورة قد وردت في معاملة الآخر ضمن قيمتي العدالة والإحسان وبالتالي هما قيمتان أساسيتان ومشتركتان في التعامل. بدوره اعتذر الدكتور حميدة النيخر عن كونه يأتي بكلمة غير مكتوبة نظراً لكونه أتى بديلا في وقت متأخر جداً عن الدكتور طارق متري، وقد ركز في كلمته على مبدأ الحوار كوسيلة أساسية للتعايش، من كوننا نعيش -بحسب كلمته- في لحظة زمنية فريدة تجعل من العالم كله قرية صغيرة. أما ورقة د. عبدالله بن بيه فقد عرض فيها تعريفاً مفصلاً للقيم والمشاركة، حيث كانت هذه التعريفات مدخلاً مهماً في ورقته التي بحث فيها الاشتراك الانساني ببعض القيم من خلال دراسة لبعض المفاهيم كالخير والشر. وقد جاء في ورقته: هل يمكن أن نُعرّف الخير تعريفا مثالياً أخلاقيا مطلقا إنسانيا ترتفع به عن وحدة المصالح الأنانية الضيقة، انه مهما استغرق المرء في مجادلات فكرية حول المبدأ المطلق والنسبي، وتلوت به النظريات الفلسفية في منعرجات لا نهاية لها، فإنه من البديهي أن توجد قيم مشتركة. المتحدث الثالث الدكتور خليل جهشان الذي ألقى ورقته باللغة الإنجليزية معتذرا لأنه -كما الدكتور حميدة- طُلبت منه المشاركة قبل ساعتين فقط من مغادرة الفندق، فتحدث عن تجربته المستمرة في الحوار كونه قيمة التعايش الأولى، وعدّد عشر قيم يعدها الأكاديميون مشتركة، جاء منها: الحب، والحقيقة، والوحدة، والسلام، والعدالة، والحرية، واحترام الحياة البشرية والمسؤولية. وقال الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة، العضو السابق في مجلس الشورى، في مداخلة له بالندوة: بيننا من الاختلافات كأمة إسلامية ما يتجاوز اختلافاتنا مع الآخر ولكننا لا نعترف بتلك الاختلافات وتلك المشاكل.. لازلنا ننكر ولا زلنا نرفض أن ندرّب عقولنا كيف نميّز بين الحق والباطل وبين المحبة والكره.