أكد مدير إدارة الدفاع المدني في جدة العميد عبد الله جداوي أن الدفاع المدني لايريد أن يرمي التهم جزافاً على أحد بشأن إفتعال الحرائق ولا يريد كذلك تبرئة ساحة الحرائق من تهمة «فعل فاعل» مشيراً إلى أن هناك تحقيقات مكثفة يجريها الدفاع المدني في الحرائق للوصول إلى مسبباتها مستعيناً بكافة الإمكانات المتاحة لذلك . وأشار إلى أن وجود 10 الاف مستودع في جدة ، التي تعتبر البوابة التجارية للمملكة ، تساهم في زيادة المشكلة . وتوقع زيادة معدل الحرائق في الصيف تبعاً لمخالفات كثيرة ومؤشرات تزيد من هذه الحوادث في ظل درجة حرارة تصل الى 45 درجة مئوية ونقص وسائل السلامة ، مشيرا الى ان السلامة ليست طفاية حريق أو خرطوم مياه أو جهاز إنذار ، بل جملة إجراءات في حلقة تكتمل مع بعض من الدفاع المدني وصاحب المنشأة ومشغل المنشأة والمستفيد من المنشأة .واضاف ان التحقيق في حريق المنطقة التاريخية لا زال مستمراً مع أصحاب المباني وبعضهم لم يراجعوا الدفاع المدني إلى الآن .. اما موضوع شرطة العزيزية فقد أحيل للشرطة لوجود أشياء تستدعي تدخلها . وفيما يلي نص الحوار : * لنبدأ من آخر الحدث .. هل هناك إشتباه بأن تكون الحرائق الأخيرة التي حدثت في جدة ب “فعل فاعل” ؟ ** الحوادث تحصل ويتم التحقيق فيها ، وفي الحوادث الكبيرة يتم الاستعانة بالشرطة وخبراء الحرائق وبالأدلة الجنائية ، والحوادث تستغرق منا وقتاً حتى نعرف مسبباتها ، وعادة من أصعب الحوادث في التحقيق واستخراج الحقائق هي الحرائق ، ودائماً ما نضع أسوأ الإحتمالات حول الحريق ونعمل على هذا المبدأ .. * هل يعتبر هذا تبرئة للحرائق من تهمة الافتعال ..؟ ** لاتؤولوا الموضوع .. ولا تفهمونا على هواكم .. فنحن لا نبرئ ساحة أحد وكذلك لن نتهم بدون براهين .. فأنا أعمل وفق قواعد وإجراءات والتحقيق هو الفيصل بيننا وبين المتضرر ، إذا نحن لدينا حادث ولدينا قواعد وإجراءات تحقيق ولدينا لجان وخبراء حرائق وأدلة جنائية تفحص موقع الحادث وترفع عينات للتحليل ويأتي أيضاً خبير الحرائق ويعاين وهناك إستجواب ومحاضر تحقيق تفتح وفي الآخر يتضح لنا سبب الحادث سواء كان جنائيا أو بسبب تقصير في أمور السلامة أو بسبب خطأ بشري ولكن رغم ذلك لا نريد رمي التهم جزافاً فلن نترك من أراد أن يشعل الحرائق على كيفه . اسباب حرائق جدة * إذًا إلى ماذا تعزو كثرة الحرائق التي حدثت مؤخراً ؟ ** هناك ظروف وعوامل تساعد على هذه الحرائق ولو مثّلنا لأخذنا أجهزة التكييف .. ففي المنازل تزداد معها الحرائق في فصل الصيف بينما ينخفض مؤشر الحوادث في الشتاء نظراً لقلة استخدامها ويعود السبب لقلة الصيانة وسوء الاستخدام ، والحقيقة يجب ان يعي المواطن والمقيم أهمية الصيانة والتي يعني أهمالها وجود خلل في أمور السلامة . * ولكن هناك مواقع مثل التجمعات الصناعية ومناطق أخرى هي عرضة للحرائق بشكل كبير ويظل الحال فيها مستمراً فالحريق يتلوه آخر .. لماذا ؟ ** مناطق التجمعات الصناعية حوادثها أكثر من المناطق الأخرى لجملة أسباب ، أولاً القضية في الحادث ليست أن توفر وسائل السلامة فهي متوفرة وموجودة وهناك دوريات تقوم بالتفتيش وهناك إغلاق لبعض المحلات المخالفة ولكن المشكلة فيما بعد توفير وسائل السلامة .. المشكلة أننا نستقدم عمالة ليس عندها أي وعي بوسائل السلامة ، و ثانياً هناك مخالفات وقتية مثل التمديدات الكهربائية الإضافية العشوائية التي تمدد لاستخدامات أجهزة كهربائية تحتاج لجهد عال على أحمال ضعيفة ، وأحب أن أؤكد أن السلامة ليست طفاية حريق أو خرطوم حريق أو جهاز إنذار فالسلامة جملة إجراءات في حلقة تكتمل مع بعض من الدفاع المدني وصاحب المنشأة ومشغل المنشأة والمستفيد من المنشأة . و هناك تنسيق بيننا وبين الأمانة بشأن التراخيص الممنوحة للمستودعات ومافي موقع يشتغل إلا بالتنسيق بيننا وبين الأمانة والبلديات الفرعية في ما يتعلق بالتراخيص وعندنا دوريات السلامة وقسم خاص بمنطقة المستودعات ونطمع أن نغطي هذه المناطق بشكل أكبر . عقوبات لمواجهة الحرائق * ولكن هل نحتاج إلى عقوبات أشد حتى نضمن سلامة أكبر ؟ ** أي نظام وتشريع لابد أن له من تنظيمات تحميها بعقوبات و نحن في الدفاع المدني لدينا نظام عقوبات نقوم بتطبيقه بإستمرار وفي الفترة الحالية كثفنا تطبيق العقوبات والغرامات على المحلات المخالفة ، والمخالفة ليست لمجرد إعطاء المخالفة فقط وقد تصل العقوبات إلى غرامة 30 ألف ريال والسجن ستة أشهر أو بهما معاً وقد تغلق المنشأة إذا لزم الأمر ، وأعتقد أن هذه العقوبات مجدية وإذا ثبتت جنائية الحادث لها نظام آخر . * هل تحتاج جدة لمعاناة أخرى حتى تظهر لها “حمى الحرائق” ؟ ** لن ننظر للعدد بل يجب أن نقارن ونضع نسبة وتناسبا وهذا الحكم وليس عدد الحوادث التي تقع في وقت متقارب ولكن تعالوا لنقف على عدد المستودعات كم هي في جدة "حوالى 10 الآف مستودع " وهي البوابة التجارية للمملكة وبالتالي أي بضائع تصل للمملكة لابد أن تذهب تلك البضاعات للمستودعات وعدد الحرائق قياساً بعدد المستودعات تعتبر لاشيء ومهما كانت النسبة ضعيفة فهي تأخذ كل إهتمامتنا رغم أننا نفحص ونبحث عن مسببات كل حادث . * هل أثر عليكم الجهد المبذول في تغطية أحداث السيول ، حتى تظهر هذه الحرائق بعد الحدث بفترة وجيزة ؟ ** ليس الدفاع المدني هو الجهاز الوحيد الذي عمل في سيول جدة بل جميع الجهات عملت تحت مظلة مجلس الدفاع المدني بقيادة رئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني النائب الثاني لرئيس مجلس الوزارء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وتحت توجيهاته المباشرة ، والذين علموا في حدث السيول من الدفاع المدني ليسوا فرقا في أعمال السلامة وكانت تعمل بكامل قوتها وكامل آلياتها لأن طبيعة الحادث كانت لا تقتضي وجودهم وكذلك كان الدفاع المدني مدعوم ضمن خطة الدعم ضمن خطة الدعم بين إدارات مناطق مكةالمكرمة ولازال الدعم مستمرا .. * ماهو حال جدة مع الحرائق مع دخول فصل الصيف وهل تتوقعون زيادة عدد الحرائق ؟ ** نعم .. نتوقع زيادة معدل الحرائق في الصيف تبعاً لمخالفات كثير ومؤشرات تزيد من هذه الحوادث ونحن نتحدث عن حرارة تصل إلى 45 درجة مئوية ونحن نأمل أن يكون أصحاب المنشآت والجميع في حرص على أنفسهم قبل أي شيء .. * ما آخر ما توصلتم إليه حول حريق المنطقة التاريخية وحريق بلدية العزيزية وحريق مستودع الشربتلي ؟ ** المنطقة التاريخية لا زال الحريق مستمراً ويجري التحقيق مع أصحاب المباني وبعضهم لم يراجعونا إلى الآن وموضوع شرطة العزيزية أحيل للشرطة لوجود أشياء تستدعي تدخل الشرطة .. و”الشربتلي” لم تبرد نار حريقه حتى الآن وهناك لجان مشكلة لفحص أسباب الحرائق .