• لم أجد سبباً مقنعاً يُبرر حمل معظم العرب لكل هذا الولع والشغف الغريب بكسر ( الأنظمة ) والتباهي بتعطيلها في مجالسهم العامة والخاصة .. سوى انه بات جزءاً رئيساً من تركيبة عقلية، و ثقافة عربية متوارثة ، تقدس نظرية المغالبة ولا تحترم إلا القوة ! .. ربما لأنها نشأت وترعرعت في أجواءٍ من الفوضى والديكتاتورية والظلم ، فتشربت شريعة الغاب ، و لم تعد تجد لذة ومتعة الانتصار إلا في النشوز عن النظام والخروج عليه !! . لكن العجيب أنها رغم ذلك لا تؤمن بقاعدة منطقية تقول : إن رضيت اليوم بمن يكسر( النظام ) أو يعطل القانون لصالحك ..فلا يجب أن تغضب أبداً إن كسره شخص آخر للإضرار بك .. مع أنها أبسط قواعد اللعبة !. • أكثر ما يحرض البعض على تجاوز ( أنظمتنا ) والتلاعب بها هو أنها تفتقر إلى الشفافية في آليات تنفيذها.. و ضوابط تطبيقها.. وعقوبات تجاوزها.. و خلو أي (نظام ) من هذه الشروط كفيل بإفراغه من كل قوته وقيمته وهيبته !. • ( النظام ) التربوي التعليمي في أي مجتمع ، مقياسٌ دقيق لصلاح ذلك المجتمع وقابليته للنمو والتطور.. فإن صلحت أحوال المدارس والجامعات في أي دولة صلح حال المجتمع كله.. والعكس صحيح . • ( الأنظمة ) الجامدة أو الداعية إلى الجمود، كثيراً ما تكون مدخلاً مناسباً للفساد الإداري.. و(النظام) العتيق للترقي الوظيفي في وزارة الخدمة المدنية اقرب مثال لهذا!. •نظراً للضعف المزمن في ذاكرتنا الجمعية، أقترح إقامة نُصبٍ تذكاري ل (النظام المنتهك ) عند كل موقع يتم إصلاحه.. حتى لا ننسي كوارثنا السابقة، وحتى لا تعود (ريما) لعادتها القديمة !. •لو أمعنت النظر قليلاً في أكثر الناس تذمراً وشكايةً من الأزمات المرورية ، لوجدت أنهم هم المتسببون في معظم هذه الأزمات.. ولو بدأ كل واحد منهم بنفسه، واحترم ما يخصه من (النظام) المروري ، لحلوا جزءا كبيراً من هذه الأزمات دون تدخلٍ من أحد!. •التصرفات الهمجية ، والسلوكيات المسيئة للبعض في الخارج .. وعدم احترامهم ( لأنظمة ) وقوانين تلك الدول، أشد خطراً على الإسلام من تلك الرسوم المسيئة و بمئات المرات.. كونها تأتي من مسلمين، و مع سبق الإصرار والتبجح! • بعض الغُثاء والزبد الإعلامي الخارج على كل (أنظمة) و أخلاقيات المهنة ، يسيء لسمعة المملكة أكثر مما يستطيع أشد خصومها !.. فالممارسات الإعلامية الشاذة والصاخبة, التي لا تراعي المصالح الوطنية العليا قدر مراعاتها لمنطق (الخبطات) الإعلامية ، أو الانتصار لأيديولوجيات معينة، لن تقدم للوطن سوى المزيد من الجعجعة .. ولن ينتج عنها سوى الغبار في عيون من يتبنونها وكأنها أم القضايا !. • أعتقد انه لو كان لدى الصين أو اليابان – وهما أشد دول العالم صرامةً في تطبيق الأنظمة - كل هذا الكم الهائل من التسطيح، و المسلسلات والبرامج التلفزيونية السخيفة التي تشغل ثلاثة أرباع الفضاء العربي اليوم ، لنافسوا الصومال في إنتاج القراصنة ، و الخارجين على (النظام ) !. • الصمت عن النقد له ثمنٌ قد يتجاوز ثمن المديح.. و الشيطان الأخرس لا يختلف كثيراً عن شاهد الزور.. فالنتيجة في الحالتين واحدة.. حجب الحقائق .. و تعطيل (النظام) !! . [email protected]