تشهدُ الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنذ عدة أشهرٍ خلت حِراكًا تطويريًّا وتجديدًا ملموسًا ومهمًا. ومن ذلك: التفات الرئاسة على الجامعات وإشراكها كوسيلةٍ مهمة جدًا في التخطيط والتدريب ورسم الإستراتيجيات. ولقد شرفت في الأسبوع الفارط بأن شهدت توقيع الرئاسة مع إحدى الجامعات السعودية -وهي جامعة الطائف- على مذكرة التعاون بين الرئاسة والجامعة، وباطّلاعي على مذكرة التعاون، وجدتُ فيها من الأمور المعينة على التطوير والتحديث الشيء الكثير، ومن أحسن ما فيها: الفكرة الأساس التي انطلقت من خلالها هذه المذكرات المباركة وهي: الرغبة الصادقة في إشراك المؤسسات المعنية، والقادرة في النهوض بهذا الجهاز المهم والمبارك. إن هذه المبادرات تهيئ لرئاسة الهيئات الإفادة القوية من إمكانات وقدرات هذه المؤسسات العلمية، سواء تلك الإمكانات الفكرية والعلمية والأكاديمية أو المادية. ولقد تحدّث معالي الرئيس -وفقه الله- وسمعتُ منه كلامًا جميلاً يدلُ على وعيٍ كامل ودقيق لما تقتضيه المرحلة من تطوير وتحديث، وتقدير لما تواجهه الرئاسة من تحديات، ممّا يجعل المتابع المُنصف يعلم جيدًا أن الرئاسة تسير على خطى ثابتة، ووفق رؤيا واضحة، تُحقق جميع ما يُنادي به المنصفون والمُحبون أو غيرهم! وتحدث معالي مدير الجامعة حديثًا يصبُ في هذا الاتجاه ويدلُ على الترحيب الكامل من وزارة التعليم العالي ممثلةً بالجامعات بهذا التعاون، وممّا يظهر مكانة الهيئة في فكر هؤلاء المسؤولين حيث قال معاليه من ضمن ما قال (وإني لا أتصور المجتمع بدون وجود هيئة الأمر بالمعروف)، قلتُ: إن هذا الحراك الذي تشهده رئاسة الهيئات لابد وأن يؤتي أكلهُ بحول الله، لذلك أرجو أن يكون لجميع هذه الاتفاقات والمذكرات والإستراتيجيات أكبر حظٍ من التطبيق على أرض الواقع، وفي وقتٍ قريب، وإن كان من لوم فهو على بعض وسائل الإعلام والصحف التي ما إن ترى خبر -ولو كان غير صحيح أو غير دقيق- عن الهيئات حتى تشحذ له كل وسائل الإثارة والاهتمام حتى قبل التأكد (كقصة الرجل المنسوب للهيئة الذي زعموا أنه تزوج ست زوجات في وقتٍ واحدٍ، ثم ظهر الأمر خلاف ذلك!!)، أمّا مثل هذه الأخبار فلا تجدُ ذلك الاهتمام، بل قد لا يتم تغطيتها أصلاً!! إن جهاز الهيئة ينال -ولله الحمد- أكبر قدر من الاهتمام والمساندة من ولاة الأمر -حفظهم الله- وذلك لوعيهم الكامل بمكانته، وأثره البالغ في حراسة الفضيلة، وحماية أبناء المجتمع من السلوكيات الخاطئة، ويكفي مبدأ (الحُسبة) شرفًا أنه من أسباب خيرية هذه الأمة، كما ذكر الله في كتابه: }كنتم خير أمةٍ أُخرجت للناس تأمرُون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله..{. [email protected]