من خلال جولة ميدانية ل “المدينة” في أجنحة معرض الرياض الدولي للكتاب، اتضح أن ألعاب الذكاء والقصص الملونة والمغامرات، هي أكثر ما جذب الأطفال في المعرض. يقول الطفل معتصم النمري (12سنة) إنه كان محتارا في اختيار القصص وخاصة وأنه من عشاق القراءة وليس فقط من هواتها، وقالها بكل حماس، وأضاف كنت مترددا في اختيار مجموعة قصصية باللغة الإنجليزية عن سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام لأني سبق وقرأتها باللغة العربية ولكن عندما شاهدت عددا من الإعلاميين مهتمين بما يقرأه الطفل حرصت على أن اقتني القصة باللغة الإنجليزية لأقوم بتطوير لغتي، فالكتاب معي حيثما كنت أكثر من التلفاز. أما الطفلة رهف المسحال (10 سنوات) فقد اختارت قصص الأميرات ومجموعة قصص للأنبياء والرجال الصالحين مثل قصة أصحاب الكهف، وقالت إنها تجولت في المعرض مع شقيقها في الصف الأول ثانوي وكان يساعدها في اختيار القصص الشيقة. وتنوي رهف العودة للمعرض لشراء المزيد لأنها تعشق القراءة. ورفض الطفل الحسين البار (9سنوات) أن تساعده والدته في اختياره لقصصه وألعابه فهو من يختارها دائماً (حسب تعبير والدته)، وقال بأنه اختار عدة لعب عن التحدي ومجموعة من ألعاب الخدع، وما أجده في القصص لا أجده في التلفاز. أما مضاوي الحيدري (8 سنوات) فهي تختلف عن بقية البنات بموهبتها وحبها للقراءة، حيث قالت عندما التقينا بها في معرض الكتاب بأن الكتب العلمية أكثر الكتب التي تجذبها وحتى القصص أكثر القصص التي تبحث عنها هي القصص العلمية، وقالت والدتها بأن ابنتها دائما تحب أن تحلم بكل غريب.أما التوأمان نجلاء الحيدري وخالد الحيدري (5سنوات) فكشفا عن حبهما لقصص الحيوانات والحروف الملونة، وأوضحا أن والدتهم هي من تساعدهم في اختيار قصصهم وألعابهم وخاصة القصص المجسمة والملونة الممتعة التي يقومون بتلوينها. وأما الشقيقتان وريف ولمى زكي الحريول (وريف 5سنوات، لمى 4سنوات) فقد أشارتا إلى أن الألعاب العلمية والذكاء هي أبرز ما تجذبهن وأنهن من يختار الألعاب بأنفسهن، أما القصص فبمساعدة والدتهن. دراسة استقصائية الجدير بالذكر أن دراسة استقصائية للأطفال قُدمت من قبل إحدى المؤسسات الوطنية للبحوث التربوية (NFER)، تؤكد أن شعبية التلفزيون تراجعت في الأربع سنوات الأخيرة، وخاصة بين أعمار التاسعة والأحد عشر عاما (بين الأطفال)، وتم إجراء المسح على 4،500 من الأطفال وأتضح أن 55٪ فقط من الأطفال يفضّلون مشاهدة التلفزيون على القراءة، مقارنة مع 62٪. كما وُجد أن الانخفاض في شعبية القراءة قد توقف، مع ما يقرب من 70٪ من تسع سنوات من العمر و60٪ من 11 عاما من العمر مؤكدة أنهم يتمتعون قراءة القصص. وتلخصت الدراسة إلى أنه يمكن أن يكون هناك تفاؤل إزاء نتائج المسح والتشجيع والمرونة والإبداع في المناهج يمكن أن تساعد على تعزيز المزيد من حب القراءة.