كل ما نملكه -صغيرًا أو كبيرًا- في أنفسنا، أو عائلاتنا، أو ممتلكاتنا هو نعمة سابغة قد حُرم منها الكثيرون.. فلا نتباكى في كل صغيرة وكبيرة على قلة ما نملك، ونطمع فيما لا نملك؛ لأننا لا نعرف هل سيكون مصدر سعادة أم معاناة؟ إن قليلاً من الرضا، والتغاضي، والتقبّل يعطي للحياة قيمتها الحقيقية، ويقلل كثيرًا من المنغّصات، ويدفع في شرايينا قوس قزح. * الأولى أن نتأمل ما لدينا من نعم بدلاً أن نراقب ما لدى الآخرين؛ لأن الترصد يقلل من متعة الحياة، وفرصة الاستمتاع بما منحنا فيها، فكل جميل هناك أجمل منه، وكل فخم هناك الأفخم.. فهل نقضي عمرنا في المقارنة؟ * إن كنت تعاني من بعض الأمراض، فتناول دواءك، وزر طبيبك، واحمد الله.. فهناك مَن لا يغادر أسرّة المستشفى، ويتمنى لحظة يرى فيها أمكنة أخرى، أو المطر، أو حتى خارج السرير. * قبل أن تتلفظ بكلمات سلبية، أو مسيئة تؤذي بها مشاعر مَن حولك، عليك أن تفكر بمن يتمنى أن ينطق حرفًا ولا يستطيع. * وقبل أن تنتقد الطعام الذي تتذوقه بقسوة، عليك أن تتذكر أن ملايين البشر لا يجدون حتى قطعة خبز جافة، وأكثرهم يموتون جوعًا، وشاهد التقارير الإخبارية قليلاً لتتأكد أنك في نعمة. * وقبل أن تشكو من طول المسافات التي تقودها بسيارتك، فكّر بمن يقطعون نفس المسافة على أقدامهم يوميًّا. * إذا حُرمنا من طعام ما بسبب إعاقة أو مرض، فلا بأس فقد تناولناه من قبل، ولنتذكر المحروم منذ ولادته، ومَن يتغذى على الأنابيب، ومَن يقتصر طعامه على السوائل والطعام المهروس. * وعندما تشكو دائمًا من عملك، فكّر في صفوف العاطلين الذين يتمنون وظيفة أقل من وظيفتك. * إن كنت تعتقد أن رئيسك متسلّط، ومحابٍ، ومزعج ربما لو اطّلعت على تجارب غيرك لاعتبرته رائعًا فتجاهل عيوبه، وتقبّل حسناته، وجرّب أن تسأل غيرك عن رؤسائهم لتتأكد ممّا طرح. * الابتسامة باب المودة إن كانت على وجهك، والأجمل منها إن استطعت أن تنقلها إلى وجوه الآخرين.. فهل تبخل ببعض السعادة التي تزيد في بهجتك، ولا تنتقص منك شيئًا؟ * قد تكون المظاهر الجذابة عند الآخرين مجرد قشور لسعادة زائفة، فلا تتمنَّ مزيدًا من القشور، وتعهّد نبتتك بالسقاية لتطرح قمحك الخاص. * مهما كان حجم مشكلتك، فهناك الأصعب والأقسى لدى غيرك، انظر إليها بهدوء تجدها بسيطة وصغيرة لا تستحق كل ذلك القلق. * إذا كان لمشكلة ما حل، لا داعي للقلق إذا لم يكن هناك حل للمشكلة.. ما فائدة القلق؟ تريّث قليلاً، ودعها تتفكك رويدًا.. رويدًا، وتُحل نفسها، فلا شيء يبقى كما هو طويلاً.