قرأت في عدد «المدينة» الصادر يوم السبت 22 صفر مقالاً للاستاذة نبيلة محجوب تحت عنوان (خراب البيوت). استغربت وقلت في نفسي سبحان الله صار تحفيظ القرآن وتفسيره خراباً للبيوت وتفريقاً للازواج.. ما الذي يحصل يا سيدتي في الخفاء وتحت ستار الدعوة ويضر الفرد والاسرة (على رأي كاتبة المقال) ذكر الله! حفظ كتابه! أم تفسيره؟ أين نحن من حديث رسول الله في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم.. رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه. تجتمع هؤلاء النسوة مرة في الأسبوع ولمدة ساعة او ساعتين، منهن الطبيبة والمهندسة وربة المنزل والمعلمة، نساء متشوقات للمعرفة والتفقه في دينهن ليرتفعن درجة عند الله بهذا الحفظ، عن عثمان بن عفان (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) «رواه البخاري» وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق...) «رواه ابو داوود والترمذي» هؤلاء نساء مللن من الاحاديث التافهة في التليفون والتسكع في الاسواق والمقاهي ومشاهدة برامج التليفزيون التي لا تسمن ولا تغني إلا من رحم ربي وتهمل بيتها واولادها فيما لا يفيدها (والتي إن لم تشغلها فيستبد بها الفراغ وتأتي بالاعاجيب ويطلق عليهن (نؤوم الضحى) على رأي الاستاذ احمد العرفج الكاتب في هذه الجريدة الغراء. هل يمنع ذكر الله وقراءة القرآن أن تكون المرأة بانتظار زوجها، هل ساعتان في الاسبوع كله تشغلها عن اداء مهامها؟ والله إن نصف ساعة في قراءة القرآن تجد حلاوتها في قلبك لا يشعر بها إلا من جربها. ولكن يا سيدتي حجج الرجال الواهية.. فأنا اعرف الكثيرات منهن يشاهدن التلفاز ويجلسن مع أولادهن للمذاكرة ويحفظن حق الزوج لأنهن تعلمن في هذه المجالس «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». اسألي زوج قريبتك ماذا يريدها أن تشاهد ؟ والانسان يخجل أحياناً أن يشاهد اغنية مليئة بالايحاءات تفضح المغنية من جسدها أكثر مما تستر، والرجال عامة تستهويهم هذه المناظر ويقفون عندها أو أنه يضع تليفزيوناً في غرفته ليشاهد فيه ما يشاهد! ألم يبقَ للرجال حجة للتطليق سوى أنها لم تشاهد التليفزيون معه؟! فلتبحث تلك المرأة عن أسباب طلاقها بعد العشرة والأولاد خارج هذا النطاق، فإن كان التليفزيون هو السبب فلا أسف على هذا الرجل قليل عقل لم يعرف كيف يضع حلاً لمشكلة تافهة، فهو لم يعلم ولم يسمع طوال حياته عن قول المصطفى (صلى الله عليه وسلم) اظفر بذات الدين تربت يداك. ولكن للأسف صرنا في آخر الزمان حيث القابض على دينه كالقابض على جمرة من نار.. و «لا حول ولا قوة إلا بالله». نورا محمد البكر - جدة