* هي لحظة ينتصر فيها الشيطان على الإنسان فيغويه وذلك بشتى أنواع الفتن متى ما أسهم وأعمل هذا الإنسان عقله ووجه ظنونه نحو متاهات النفس وشرورها، واعتمد طرق الانتقام واتباع خطوات الشيطان ووساوسه.. فتغدو تلك مضنة الفكر السلبي المنحرف.. وحين يغيب حافز الوازع الديني من مخافة الله تعالى، وصوت الضمير الحي ونعمة العقل المتزن.. تتلاشى طمأنينة النفس وراحة البال، ليتمكن الخوف والضعف والاستسلام للمصير المظلم حتى نفسه اللوامة تخور قواها فلا تعود قادرة على تنبيهه وتحذيره.. لتسيطر عليه نفس أمارة بالسوء فيضل ويشقى.. وتلم به معيشة ضنكا تحاصره من كل جانب فخطواته قد تباعدت مع كل خطوة اتبع فيها الشيطان لتزيده ظلمة وضيقا وعمى بصيرة وبعدا عن الحق يورده المهالك. * تنشر صحفنا المحلية ما بين وقت وآخر، جريمة قتل ترتكب هنا وهناك.. فذاك قتل والده وآخر قتل أمه، وصديق استدرج صديقه وقتله!! وآخر هدد شقيقه وتوعده ثم قتله! ومنهم من اتخذ من الخطيئة طريقه الموصل إلى جريمة القتل كما طالعتنا بذلك صحيفتنا المتميزة المدينة عما رواه قاتل امرأة المروة من تفاصيل لجريمته البشعة من بعد علاقته بإحدى الغاويات المنحرفات أخلاقيا.. ولم يكن هذا بالمعتاد في موطن الحرمين الشريفين ولكن العصر المادي طغى بحساباته على القيم والمبادئ والأخلاق الفاضلة الذي بعث رسول الهدى متمما لها. مما جعل البعض من مرضى النفوس تميل بهم أهواؤهم لتحرفهم عن جادة الطريق فالدهاء والجفاء والمكر والغدر خصال النفس المريضة بينما الإنسان الطبيعي يوصف بسلامة الجانب والسريرة. * ان أسباب القتل لكل حالة لا شك تختلف باختلاف دوافعها مع متلازمة العوامل النفسية والمؤثرات المادية.. الا انه غالبا ما تبدأ كل جريمة (بنزغة من الشيطان) قال تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم) واقصد بكل جريمة أي من قول أف للوالدين أو أحدهما إلى ان تغدو جريمة قتل تسفك فيها الدماء إذ جمال هذا الدين العظيم في الأخلاق وكفانا ان معلم الأمة المبعوث رحمة للعالمين كان خلقه القرآن. * ان الله تعالى قد نهى عن مجالسة من يخوضون بالقول في أمور لا يفقهون بها، وذلك محافظة على سلامة العقيدة وصفاء النية، واليوم تغزو الإنسان منافذ عدة ومن كل جانب وصوب بشتى أصناف الانحراف والتشويش والمنغصات والتضليل وبأبعد مما يتصور العقل ذلكم الخوض في مجالات الفساد بأنواعه وسبله و.. و.....الخ وهذا ما جعلنا نتهاون ونتساهل ونتغاضى فالأمور تقريبا أصبحت عادية!! رويدا رويدا ألفناها فالخدم والفضائيات هي من تربي الشباب والأجيال!! فغاب بالتالي القدوة و(هيبة) الوالدين والمعلم...الخ * انني ممن يطالب بتربية فكرية (اجبارية) للشباب، وبتطبيق علمي عملي لكل شؤون المنزل ورعاية الأسرة للفتيات، وإعادة (الهيبة للمعلم) في كل دور العلم والتعليم وبكل مراحله، فمعلم دون هيبته واحترامه لن يستوعب تعليمه وتدريسه!! وأوصي وبشدة بضرورة التربية الصالحة المستمدة من الكتاب والسنة منذ الطفولة حتى يشب الطفل رجلا يحسب للأمة وليس عليها!! والله المستعان.