توجسنا ريبة حول ما سمعناه على لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما إبان زيارته لمصر في الرابع من شهر يونيو من العام الماضي إذ أعرب خلالها عن التوجه الأمريكي الذي يتبناه ويعلن عنه في أول زيارة لقطر إسلامي ليكون بمثابة ميثاق حسن نوايا في مستقبل العلاقة تجاه الإسلام والمسلمين...فقد أعلن عن مبادرته لدعم العلوم والتقنية في العالم الإسلامي بدعم من الكونغرس الأمريكي..،وحق لنا أن نرتاب فما زلنا نتجرع مرارة كأس التعامل المزدوج للسياسة الأمريكية والكيل بمكيالين وقد استيقظنا من حلم شعارات الرئيس في حملاته الانتخابية وعزفه على وتر تغيير الصورة الأمريكية القاتمة في العالم الإسلامي وعزمه على المبادرة للتعاون لنرى أن الكثير من الوعود قد ذهبت أدراج الرياح، ومع ذلك سوف نتفاءل بتلك المبادرة التي يتلخص هدفها في اختيار ثلاثة مبعوثين خاصين بالولاياتالمتحدةالأمريكية في مجال العلوم والتقنية لمساعدة الدول ذات الأغلبية المسلمة في تطوير كفاءاتها ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بفضل العلوم والتقنية وهو توجه جميل ومبادرة رائعة فهل ثمة خارطة طريق لها...؟ لقد كانت البداية من قبل هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية التي نفذت التوجه وعينّت د.زويل من مصر (ومعظمنا يعرفه) ود.بريس ألبيرتس وهو الأستاذ المحاضر في كلية الكيمياء والفيزياء الإحيائية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو من أمريكا، والباحث الجزائري البروفيسور إلياس زرهوني ليكونوا بمثابة نواة لخدمة ذلك الهدف أما الدكتور إلياس زرهوني فقد شرفت بمقابلته في حفل الاستقبال الذي نظمته واحة جدة للعلوم الترفيهية ورئيس مجلس إدارتها الدكتور مازن بليلة وكان الاستقبال برفقة أعضاء من القنصلية الأمريكية، والدكتور إلياس زرهوني يحمل درجة الدكتوراه في الطب ويعمل مستشارا بارزاً في كلية الطب بجامعة هوبكنز الأمريكية وكان له دور أساس في إنشاء معهد الجامعة لهندسة الخلايا وهو مستشار للرئيس الأمريكي وعضو مجلس أمناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية كما يعد مثالاً رائعاً وقدوة يحتذى بها من قبل الشباب فهو وصل أمريكا وما لديه سوى 300 دولار أمريكي وكافح وحدد هدفاً استراتيجياً ينصبّ على تجديد التفكير البشري إزاء الطب الحيوي حتى أصبح من البارزين في مجال الطب، أما فكرة بحوثه القيمة فتقوم على اكتشاف المرض قبل وقوعه فأطلق بذلك خارطة طريق للأبحاث الطبية ليسترعي انتباه العالم إلى أن المرض يمكن أن يكون موجوداً قبل ظهور أعراضه وقبل تطوّره ولذلك يعد اكتشافه أو التنبؤ به طريقاً سهلاً للعلاج أو الوقاية وهو فتح جديد ورائع في الطب الحيوي وقد تكلم الدكتور عن بعض القضايا البيئية العلمية والصحية منها تغير المناخ وحماية المحيطات والحياة البرية وكذلك التعاون بشأن الأقمار الصناعية والنظم، والكلام نظري جميل ولكن أين معالم الخطة ومقومات وآليات تنفيذها لاستفادة الوطن منها؟! ما فهمته أن ثمة تطلعاً إلى تعاون مع المؤسسات المتعددة الأطراف والمنظمات غير الحكومية والشركاء في القطاع الخاص لتعزيز الأفكار وتشجيع الابتكار وزيادة وعي ومشاركة ا لجمهور وهو موضوع مهم أتصور أنه يحتاج إلى خطة حكومية بالتعاون مع القطاع الخاص والغرف التجارية لاستثمار هذا التوجه والهدف الاوبامي/ الهيلاري وتحقيق مكاسب منه فنحن مازلنا نفترض حسن النوايا ونتذرع بالصبر والأمل لمشاركة الدول النامية في التنمية الشاملة اقتصادياً/ صحياً/ بيئياً/ تعليميا خاصة أن الولاياتالمتحدة تخصص 3% من موازنتها للبحث العلمي يتصرف زرهوني في نصف تلك الحصة ونحو 80% من الموازنه العمومية المخصصة للأبحاث الطبية وإذا لم تتوفر مثل تلك الخطة فإن الأمر لا يعدو كونه إثارة الغبار والدعاية وتهدئة غير المحبين للسياسة الأمريكية.