أكد عدد من أصحاب المخابز ومستودعات الدقيق في جدة أن حركة بيع وشراء وتوزيع الدقيق في صوامع الغلال باتت تسير بانتظام بعد انتهاء الأزمة الأخيرة التي شهدتها السوق المحلية قبل عامين تقريبًا، وساهمت في خلق سوق سوداء، ووصول سعر الكيس الواحد من الدقيق إلى أكثر من 120ريالاً. وأشاروا إلى أن اللجنة المشكّلة من قِبل وزارة التجارة والمؤسسة العامة لصوامع الغلال أثناء الأزمة تمكّنت من معالجة كل المشكلات التي خلّفتها الأزمة بعد أن قامت بحصر التجار والموزعين وأصحاب المخابز.. وقالوا إن معاناتهم مع الازدحامات وطوابير الانتظار باليوم والاثنين انتهت تمامًا ولم يعد هناك مشكلات تعيقهم في الحصول على الكميات المقررة لهم، مستبعدين حدوث أي أزمة في الدقيق بعد أن تم القضاء على كل مسبباتها.. ودلّلوا على ذلك بمواسم العمرة ورمضان والحج الماضية وهي المواسم التي يصل فيها الطلب على الدقيق ذروته، ورغم ذلك لم تتعرض الأسواق لأزمة في الدقيق، حيث كانت الكميات اللازمة متوفرة في جميع الأسواق.. البيع والشراء لا يتوقفان يقول أحمد السوادي “صاحب مخبز في جدة” إن حركة البيع والشراء للدقيق لا تتوقف كما هو الحال بالنسبة للمصانع والمخابز والتي تعمل على مدار الساعة، ولكنه عاد وقال إن الحركة تختلف باختلاف المواسم، فمثلاً في مواسم رمضان والحج والعمرة تنتعش الحركة ويرتفع معدل الطلب على الدقيق، أمّا في المواسم الأخرى فتقتصر الحركة على المتعهدين وأصحاب المصانع والمخابز في السوق المحلية، وأضاف: نحن كأصحاب مخابز لم نعانِ من أي نقص في الدقيق، وهذه حقيقه لابد من إيضاحها، مشيرًا إلى أن هذا مؤشر قوي على أن الأزمة لن تتكرر مستقبلاً طالما بقيت الأمور على ما هي عليه. وقف تهريب الدقيق ويؤكد مرزوق الهذلي أحد القادمين من مدينة الطائف للحصول على حصته من الدقيق أنه لا يواجه مشكلات في الحصول على الكميات المقررة له، وقال: إن حصر الموزعين المستحقين وحصر المخابز، وإيقاف استخدام الدقيق في غير الأغراض المخصصة له مثل إطعام المواشي، وكذلك التصدي للذين كانوا يقومون بتهريب الدقيق إلى الخارج، وجميع الخطوات التي اتخذتها وأقرتها اللجنة المشكلة من قِبل وزارة التجارة وصوامع الغلال أثناء الأزمة لا شك أنها ساهمت في القضاء على كل المشكلات التي أحدثتها الأزمة قبل أكثر من عام. وأضاف الهذلي: إن كشف التهريب الذي كان يتم من قبل بعض الموزعين عمل على إنهاء الأزمة بشكل نهائيوقال: تابعنا كل التحركات التي اتخذتها اللجنة المكلفة بمعالجة ازمة الدقيق وعلمنا بأن التجار كانوا يقومون بتخزين كميات كبيرة من الدقيق في مستودعاتهم، إلاّ أن ما قامت به اللجنة آنذاك من إجراءات للقضاء على التخزين ساهم في توفر الكميات المطلوبة من الدقيق وبشكل كبير خلال مواسم الذروة وارتفاع الطلب مراقبة الأسواق من جهته أرجع محمد الحربي انتظام حركة البيع والشراء والتوزيع في الصوامع إلى الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة التجارة وصوامع الغلال عقب الأزمة الأخيرة.وقال: إن السوق كان يعاني من فوضى وعشوائية طوال السنوات الماضية، ولعل الأزمة الأخيرة هي نتيجة لتلك المرحلة التي عاشها السوق، مشيرًا إلى أن أعمال المراقبة والمتابعة على المخابز ومراقبة الموزعين ومتابعة احتياجاتهم الفعلية وتحديث البيانات كشفت كل السلبيات، وأعادت الأمور إلى وضعها الطبيعي لذلك لابد من مراقبة الأسواق وحماية المستهلكين الذين كانوا ولايزالون يعانون من سلوكيات بعض التجار وجشعهم. انتهت معاناة الانتظار * أمّا ضيف اللة القرشي فيؤكد من جهته أن الحصول على الدقيق بات سهلاً وأن الزحام انتهى تمامًا بعد أن كانت طوابير الانتظار تمتد لأيام. وقال: معاناة الانتظار انتهت والأمور عادت إلى طبيعتها وهذا نتيجة لما قامت به وزارة التجارة والصوامع من إجراءات عقب الأزمة الأخيرة. إحالة 10 تجار للتحقيق الجدير بالذكر ان اللجنة المكلّفة بمعالجة أزمة الدقيق التي حدثت قبل عامين تقريبًا كانت أحالت في شهر مايو 2008 الماضي، 10 تجار دقيق من محافظة جدة إلى وزارة الداخلية بعد أن تبين لها تعمد بعضهم تخزين كميات من الدقيق في مخازنهم بهدف رفع الأسعار، وتهريب الدقيق من قبل البعض الآخر من جدة إلى دولة عربية قريبة، ممّا أدى إلى انخفاض كبير في كميات الدقيق المخصصة من مؤسسة صوامع الغلال للمنطقة، الأمر الذي نتج عنه أزمة كبيرة استمرت أكثر من شهرين كان المستهلكون خلالها يعانون صعوبات كبيرة في الحصول على الخبز والدقيق. واغلقت العديد من المصانع والمخابز آنذاك بعض خطوط الإنتاج وتقليل الكميات.