نسيان كان داخل قارورة زجاجيّة وبين أعقاب السجائر يعضّ بنصره يفكّر، أيّ جهة تقبل تسلّق الفوّهة؟ فالهامة منجرفة للغاية وملساء، والغطاء محكم. العيد رغم الغياب والفقد، شارك كل من الطفولة والشيخوخة في سباق هذه الليلة، كانا يصارعان نفس الديمومة كدائرة تسير أمام من يخاف عليها: “متى نصلّي للعشاء يا حفيدي؟” توليفة (أبي، لمَ لا تغيّر اسمك.. هتّان / بسّام / وسام / جون...)؟ رغبة مستنقع ساحر لا يسمح لمن يطأه التراجع عن الشرب منه حتى الرمق، أو الإغماء دليل الارتواء، لهذا شبّهوه بالخمر: كلما كان ماؤه أكثر وسخًا ولزوجة فهو أسرع تأثيرًا وغيابًا عن الوعي. مرآة ودودة - “رغم كل ما يعتريك من الخوف والغباء ورغم سذاجتك وأعذارك الواهية.. سأتأسف منك، قم.. لأحضنك كما يفعل الأصدقاء، هيّا ما بك؟” - “... (الكرسي ليس له مفاصل للقيام)!