مع انطلاق حملة الانتخابات البرلمانية في العراق، يتساءل البعض عن حال العراق اليوم بعد سبع سنوات من حرب (تحرير) العراق، وثلاث سنوات من إعدام صدام حسين، وهل اختلف وضع الشعب العراقي عن وضعه أيام حُكم البعث وديكتاتورية الطاغية ؟ ** ** لقد مثل ما نقلته الأخبار في الذكرى الخامسة لاجتياح بغداد وسقوط النظام عن شعور إبراهيم خليل الذي شارك في ضرب تمثال الطاغية صدام حسين بعد إنزاله في ساحة الفردوس وقوله إنه يتمنّى اليوم «لو يعود الزمن إلى الوراء لاحتضنه بالقبلات وأحافظ عليه أكثر من نفسي». مثّل هذا خيبة أمل كبيرة يعيشها العراقيون الذين يتحسّر بعضهم على رحيله ويتمنى بقاءه نظرا لما يحدث في بلادهم حاليا». ** ** وأنا لا أعرف شعور إبراهيم خليل ومن شارك معه في إنزال وضرب تمثال صدام حسين اليوم. فالأوضاع في العراق تمضي من سيئ إلى أسوأ، ويدخل العراق فترة لا تقلّ ظلامية عن تلك التي عاشها تحت نير حكم صدام وزمرته. ولا تختلف حال القوات الأمريكية في العراق عن حالها في أفغانستان حيث تتعرض يومياً لتحديات وخسائر بشرية ومادية لا تتناسب عن ما يدعيه الأمريكيون من تحقيقهم نصراً كبيراً بالتخلص من صدام ونظامه. ** ** ونأمل أن تأتي الانتخابات العراقية الحالية بنهاية لحالة الاضطراب وعدم الاستقرار التي تعيشها البلاد، وتُنهي أيضاً الأزمة السياسية والتنازع المقلق وغير المبرر على المناصب الوزارية وعلى شخص رئيس الحكومة، يُجنّب الوصول إلى حافة حرب أهلية لن تبقي في حال اندلاعها ولن تذر، وأن يتحقق الاستقرار ويتمكن شعب العراق الشقيق من بناء عراق ديموقراطي يكون مثلاً يحتذى في المنطقة.