قال الضَمِير المُتَكَلِّم : خبر نشرته صحيفة (عكاظ ) قبل يومين نصه : ( غرمت الهيئة الصحية الشرعية، مستشفى خاصاً في جدة ( 70 ألف ريال ) ، لتسببه في نسيان مقص جراحي داخل بطن امرأة سعودية لثلاث سنوات وأربعة أشهر، عقب خضوعها لعملية شفط دهون وشد بطن أجرتها عام 2005م ، وأقرت اللجنة بتعويض المريضة مبلغ ( 40 ألف ريال ) ، وتحويل باقي المبلغ إلى صندوق الدولة ، الهيئة الصحية رفضت مطالب المريضة بتعويضها ب ( 100 مليون ريال ) . كما أَبَتْ بشدة وبكل أدوات الرفض في كل اللغات إدانة ومعاقبة الطبيب المعالج والممرضين المشاركين في العملية دون أن تبدي الهيئة - حفظها الله – الأسباب ) . لا تعليق هنا إلا أن التلاعب بأرواح الناس وصحتهم ما زال مستمراً ، والأخطاء الطبية تواصل التهام الأنفس البريئة ، والفَتْك بأجساد العباد ، بمباركة صريحة من الجهات المسؤولة ، فالتعامل البارد مع هذه القضايا ، وعدم الإعلان عن اسم المستشفى الذي تمت فيه هذه الجريمة ، وعدم معاقبة الفريق الطبي الذي ارتكب هذه المجزرة والتشهير بهم في مختلف وسائل الإعلام ، لا تفسير له ولا معنى إلا أنه دعم غير مباشر لهذه الجرائم الطبية التي تزداد وتتنوع صورها يوماً بعد يوم ! فقد أوضح تقرير صادر عن وزارة الصحة أن الحالات المعروضة على مراكز الطب الشرعي العام الماضي بلغت ( 2502 حالة ) ، وتَمّ في العام تشريح (555 جثة ) ، والحالات المعروضة على الهيئات الصحية بلغت 1356 حالة، وصدر فيها 650 قراراً من الهيئات الصحية، وأكد التقرير وفاة ( 129 ) بسبب الأخطاء الطبية . والحقيقة الواضحة أنه لا علاج لها إلا بوضع ضوابط حازمة وواضحة في فتح المستشفيات والعيادات الخاصة ، والدقة في اختيار الكوادر الطبية لها وللمشافي الحكومية ، بحيث تخضع تلك الكوادر لاختبارات دقيقة تكشف الحقيقة من التزييف ، حتى ذلك الحين وحتى يأتي التغيير ، أحدهم اقترح أن يَحْمِل المريض معه داخل غرفة العمليات تسجيلاً يقول : يا طبيب يا جرّاح ، أرجوك تكفى ، تكفى ، تكفى لا تنسى مِقَصّك أو ساعتك أو خاتمك أو دبلتك أو جوالك في بطني ! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس : 048427595 [email protected]