الحياة المضطربة تفرض على المنظم نوعًا من الآليات المعقدة في استقرارها وتكوينها ومخاضها ومهدها، وهذا يتطلب جهودًا مضنية وأعمالاً مستمرة. ولا يمكن إدراك مجتمع فاضل تمامًا أو سامٍ تمامًا؛ لأن ذلك لم يكن في حقبة كان أهلها من أفضل الخلق على الإطلاق بل إن وجود بعض المشكلات في مجتمع ما، إشارة إلى سيره القويم على سنّة الحياة المرضية. أمّا أن تكون المشكلة هي الأصل، وهي السلوك الحيوي، وهي الظاهرة البارزة وغيرها من السلوكات المنتجة واليقظة غير أصلية، فهذا نذير خطر، وبطاقة إنذار. وحل تلك الأزمات التي تمر بالعالم أو المجتمع يكون من خلال إدراك الخلفية لهذه المشكلة، إدراك الواقع لهذه المشكلة البيئة أسباب نشأة المشكلة. إننا لا نخطط لأنفسنا فقط، بل نريد نظامًا يكمل أو يقارب الكمال لأن المشكلة متى ما وجدت بيئة خصبة للارتقاء من خلال شق الأرض فإن النبات لن يتواني عن الصعود أو الخروج. ولذا كان غياب المفاهيم والغفلة عن الخلفيات المشكلة لتلك المشكلة سببًا رئيسًا من أسباب زيادة المشكلة أو عمقها أو انتشارها، أو ربما عدم اقتناع الناس بالحل المطروح. وهذا عين في الحقيقة في العين يدركها المدرك ولا ينالها المتواني يعافها الهين ويلقاها الجسور؛ لأنها جهد غير قليل، وفكر يقظ لا يفكر في الدنية ومتعلقاتها وخيال واسع ينظر إلى المستقبل بنور من الماضي وإذكاء من الحاضر. محمد فايع عسيري - جدة