تزامنا مع تحذيرات اطلقتها قائمة “العراقية” الانتخابية، بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي، من ان «العراق اصبح مسرحًا لتدخل قوى إقليمية وخاصة من ايران»، أكد الرئيس العراقي جلال طالباني، أحد اقطاب التحالف الكردي، ان الانتخابات البرلمانية المقبلة ستحدد النظام السياسي في العراق ومستقبله القادم، فيما دعا برهم صالح رئيس حكومة اقليم كردستان الاكراد داخل الاقليم وخارجه الى المشاركة الفاعلة في الانتخابات النيابية المقبلة باعتبارها «ستؤثر في توجهات الحكم في العراق مستقبلا». وقال طالباني في اجتماع لمسؤولي حزبه»الاتحاد الوطني الكردستاني» في كركوك، ان»القوة الحقيقية والرئيسية لشعب كردستان، ستظهر بعد انتصار مرشحيها ووصولهم الى البرلمان العراقي، وفي عقد الائتلافات في بغداد»، مشددا على اهمية اختيار الشعب للمرشحين الأقوياء وذوي الكفاءة لكي يستطيعوا النجاح في مهامهم. واضاف : “يجب أن لا ننسى حقيقة أن عدداً من الأهداف والحقوق لم نحصل عليها لحد الآن وفي مقدمتها تنفيذ المادة 140 والعراقيل التي تواجهها، وحل مشاكل المناطق المتنازع عليها، لاسيما وأن القيادة السياسية في إقليم كردستان تناضل بكل قوتها لإزالة تلك العراقيل»، مشيرا الى»ان إرسال فريق برلماني قوي الى البرلمان القادم من شأنه ان يساعد على تحقيق أهداف شعبنا التي لم تتحقق بعد». وعاد طالباني ليجدد تصريحات سابقة له حول»كردستانية كركوك»، قائلا : »لدينا الوثائق والدلائل التاريخية التي تؤكد كردستانية كركوك.. وأن الشعارالرئيس هو حماية الدستور وتحقيق ألاهداف القومية، وتحقيق أهداف شعب كردستان في إطار عراق ديمقراطي فيدرالي». بالمقابل حذرت النائبة ميسون الدملوجي، الناطقة باسم قائمة “العراقية” الانتخابية في بيان تلقت “المدينة” نسخة منه امس، من “استهداف كتل وشخصيات ورموز وطنية بطرق شتى، كما إنّ الأجواء السياسية والأمنية ما زالت تدعو إلى القلق بل ان هناك مؤشرات ومعلومات تؤكد تفاقم الوضع في المستقبل، بالرغم من انطلاق الحملات الإنتخابية قبل ايام”. وفيما حذرت ايضا من “تصفيات جسدية”، اضافت قائلة ان “استمرار مثل هذه الأوضاع يعمل على تسميم الأجواء ويمنع توفير ظروف موضوعية لانتخابات شفافة ونزيهة وشاملة كما يأمله الجميع، مما قد يؤدي الى مزيد من التدهور السياسي والأمني مستقبلا». وتأتي تصريحات الدملوجي، بعد يوم واحد على سلسلة هجمات مسلحة استهدفت مقار لاحزاب وقوى سياسية منضوية في قائمتها الانتخابية، وقعت في ساعات متأخرة من مساء امس الاول في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد. واوضحت الدملوجي، :ان قائمتها الانتخابية كانت قد حذرت مرارًا من “مغبة التجاوز على القانون والدستور والتعدي على استقلالية السلطة القضائية، لاسيما هيئة التمييز في ما يتعلق بتطبيق قانون المساءلة والعدالة، إلا ان مناشدتها اصطدمت بإصرار بعضهم في المضي في مخطط مرسوم يستهدف زعزعة الاستقرار وتعويق بناء الديمقراطية في العراق”. ودعت الى ضرورة التحرك من اجل تطويق ازمة استبعاد بعض المرشحين والتي وصفتها ب “الازمة الحقيقية”، قائلة»هذا الوضع من شأنه ان يضع علامات استفهام كبرى على جدوى الانتخابات القادمة التي يريد بعضهم ان يحدد نتائجها سلفًا بالترهيب والابتزاز وزرع الفوضى وخلق الأزمات وهو نهج ترفضه كتلة العراقية شكلاً ومضمونًا، وتحذر من استمراره وتداعياته على مجمل الاوضاع في العراق”. من جانبه اتهم احمد الجلبي المشرف على هيئة المساءلة والعدالة امس واشنطن بممارسة ضغوط على الهيئة التمييزية للسماح لمشمولين بقانون اجتثاث البعث بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية.